الجمعة، 10 مايو 2013

الإخوان المسلمون وتفكيك الدولة - سليمان شفيق


-       الأقباط.. 41 عامًا من الاضطهاد
-       من إبريل 2011 إلى إبريل 2013.. الحصيلة 59 قتيلاً
شهدت مصر الحدث الأخطر، وهو الاعتداء على الكاتدرائية، ذلك الاعتداء الإجرامي الذي لم يحدث في أشد عصور الاضطهاد من كل الاحتلالات المتعاقبة على مصر منذ سقوط الدولة الفرعونية.
الغريب أنه في نفس الوقت الذي يصرح فيه الرئيس محمد مرسي بمعسول الكلام، ويرسل وفدًا إلى الكاتدرائية برئاسة الدكتور عماد عبد الغفور، كان مساعد رئيس الجمهورية لشئون العلاقات الخارجية قد أصدر بيانًا باللغة الإنجليزية يتهم فيه الأقباط بالعنف في أحداث الكاتدرائية!!
هذا التناقض إن دل على شيء فهو يدل على "تقسيم الأدوار" بين الصقور والحمائم في تنظيم الإخوان المسلمين.
والحقيقة أن الاضطهاد لا يقتصر على الأقباط، بل هناك مؤشرات أخرى على تفكك الدولة المصرية إبان حكم الإخوان، وعلى سبيل المثال شهدت سيناء، منذ 29 يوليو 2011 (مساء جمعة قندهار) وحتى الآن، قيام عناصر سلفية جهادية بـ(104) عملية ضد الشرطة والقوات المسلحة، سقط فيها 214 ضحية ما بين شهيد وجريح. وفي بورسعيد سقط 61 قتيلاً بعد الحكم الشهير في حكم الألتراس، و7 في السويس، و3 في المنصورة. ومن أحداث الاتحادية فصاعدًا سقط 17 قتيلاً، منهم الشهيد الحسيني أبو ضيف، ومحمد كريسيتي، ومحمد الجندي، وآخرون.
لم يُقدم أحد للمحاكمة في كل هذه الأحداث، واللواء محمد إبراهيم الثاني، وزير الداخلية، لم يؤمِّن الكاتدرائية ولا مشيخة الأزهر؛ الأمر الذي أدى لإهانة هذه المقرات الرموز، علمًا بأنه قام بتأمين مكتب الإرشاد بالمقطم من على بعد كيلو متر (من ميدان النافورة)!!
كل ذلك يؤكد على أن جماعة "الإخوان المسلمون" بجناحيها السياسي والرئاسي، تقوم بوعي، أو بدون وعي، بمزيد من تفكيك الدولة، ولكن النصيب الأكبر من الألم والاضطهاد كان للمواطنين المصريين الأقباط، وإليكم الأرقام والإحصائيات:
§        من الخانكة للخصوص.. 41 عامًا من الاضطهاد
في العام 1972 حدثت "فتنة الخانكة"، وفي 2013 "الخصوص"، وما بين الاثنتين 41 عامًا، ويمكن تقسيم هذه السنوات إلى ثلاث فترات:
·     1972-1981 (المرحلة الساداتية): بلغت أحداث العنف الديني (581) حادثًا، منها 30% ضد الأقباط (193 حادثًا) و51% ضد الأمن، وما تبقى ضد السياحة والمدنيين العزل.
بدأت أولى الحوادث الطائفية بمقتل الكاهن غبريال عبد المتجلي، راعي الملاك غبريال بالتوفيقية (سمالوط، إبريل 1972)، ومنذ ذلك التاريخ، وحتى مقتل السادات 1981، تمت "شرعنة ودسترة" التيار الديني والإخوان المسلمين. وأضاف الإخوان فقه عدم جواز بناء الكنائس (مجلة الدعوة، العدد 57)؛ الأمر الذي التقطته الجماعات الأخرى، وأسست لثقافة كراهية للمسيحيين تبدأ من عدم جواز إلقاء التحية، ولا تنتهي عند "فقه الاستحلال". في تلك الحوادث قتل (3)، وجرح (141)، وتم الاعتداء على (34) كنيسة.
·        1981–2011 (المرحلة المباركية):في رقبة مبارك ونظامه 157 قتيلاً، و811 جريحًا، واستحلال أموال وممتلكات 1384 قبطيًّا تم نهب ممتلكاتهم أو إتلافها وحرقها في 324 حادثًا، والاعتداء على 103 كنيسة (آخرها كنيسة القديسين). وتخلل ذلك عشر مذابح للأقباط، وهي:
مذبحة منشية ناصر 1992 (13 قتيلاً)، أمام دير المحرق (6 قتلى) 93، عزبة البداري (10 قتلى) 96، كنيسة العذراء أبو قرقاص (10 قتلى) 97، كوم الزهير أبو قرقاص (قتيلان) 97، الكشح 1، 2 (22 قتيلاً) 99، 2000، العمرانية بالجيزة (3 قتلى) 2009، نجع حمادي (6 قتلى) 2010، مذبحة القديسين (27 قتيلاً) 2011 (إجمالي قتلى المذابح 100)، إضافة للاغتيالات الفردية؛ لعدم دفع الجزية للجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد، وقتلى اعتداء على الكنائس (ومجموعهما 57 قتيلاً)، وتم تهجير(43) أسرة قسريًّا.
·     إبريل 2011 – إبريل 2013 (مرحلة وصول الإسلاميين للحكم): في هذه المرحلة دفع الأقباط (59) قتيلاً: (28) في ماسبيرو، (6) في إمبابة، (12) منشية ناصر، (2) نزلة رومان بالفكرية بالمنيا، (2) في أبو قرقاص، قتيل في ليبيا، قتيل في دهشور، و(7) في أحداث الخصوص.
ووصل عدد الجرحى في تلك الحوادث إلى (912)، وتم الاعتداء على (25) كنيسة،  وتهجير قسري لـ(141) أسرة في العامرية وأسيوط ودهشور ورفح، لم يعد منهم حتى الآن إلا (41) أسرة.
ومن جراء صناعة التخويف هاجر طوعيًّا ما يقارب الـ(100 ألف) مسيحي لدول المهجر التقليدية، إضافة إلى جورجيا وما يتردد عن إسرائيل!!
جرى ذلك في 63 حادثة، وأخطر ما تميزت به هذه المرحلة هو "فقه" استباحة مقدسات المسيحيين، وازدراء المسيحية، مثل حرق أبو إسلام للإنجيل (لأول مرة في تاريخ مصر منذ دخول المسيحية)، ورُصدت (14) فتوى للدكتور ياسر برهامي موثقة في مواقع، منها: "أنا سلفي"، و"صوت السلف"، أشهرها فتوى عدم جواز توصيل القساوسة للكنائس!! وتمت مكافأة برهامي بانتخابه في الجمعية التأسيسية للدستور. أما أبو إسلام فقد خرج بكفالة (تمت محاكمات عاجلة لـ14 مسيحيًّا بتهمة ازدراء الإسلام، وحكم عليهم بأحكام مختلفة تتراوح بين 3 و4 سنوات).
الغريب أنه في كل الأحداث السابقة لم يقدم أحد للمحاكمة سوى قضية الكشح، ولم يقدم الأمن أدلة؛ فتمت براءة الجميع. وقضية نجع حمادي التي حكم فيها بإعدام الكموني، وأكد فقهاء القانون أن الحكم جاء لقتل الكموني وشركائة لمواطن مسلم!!
تعمدت ألا أتعرض لأي انتهاكات أخرى، مثل الوظائف وغيرها؛ لأنها تصنف في إطار "التمييز". أما ما تعرضت له فيقع -وفق تصنيف الأمم المتحدة- على أنه "اضطهاد".
التمييز يقع ليس على الأقباط فحسب، بل على المواطنين المصريين البدو، واالنوبيين، وعلى بعض الاتجاهات السياسية. أما الاضطهاد الذي يؤدي إلى الحرمان من الحياة كظاهرة؛ فهو لا يحدث سوى مع الأقباط.
أربعون عامًا -من الخانكة للخصوص- شهدت (580) حادثًا، أي حادث شهريًّا، تقريبًا سقط فيها (220) قتيلاً قبطيًّا، حوالي (6) قتلى سنويًّا، بمعدل شهيد كل شهرين، و(47) جريحًا سنويًّا، بمعدل أربعة جرحى شهريًّا، وتم الاعتداء على (162) كنيسة، أي أربع كنائس سنويًّا.
ترى.. هل هناك من يعاني من أجل مواطنته مثل المواطنين المصريين الأقباط؟ 

ليست هناك تعليقات: