الجمعة، 10 مايو 2013

مولود دولة الإخوان يرضع الدم - بهيجة حسين


دم يراق في شوارع وميادين المدن، أرواح تزهق، أعمار تغتال ويغتال معها الحق فى الحلم والفرح والحياة، أجساد تسقط وتأخذ مكانها البهي في قائمة شهداء ومصابي دولة الإخوان، وبين الموت والاصابة تختفى قطع من قلوبنا وقلب مصر في زنازين معسكرات النازية لدولة الإخوان.
تقارير وصور وشهادات ومشرحة وثلاجات جنازات ودم يتدفق، وصرخات أمهات تبحث عن الضنى بين الرجاء والأمل واليأس والرعب.
مصريون كسروا أطواق الخوف وحرروا أرواحهم، استعداداً لكتابة تاريخ بلادهم بأيديهم وخلق مستقبل يليق بهم وبعظمة وطنهم مصر.
مصريون يواجهون مدرعات داخلية الإخوان بأجسادهم ويواجهون "خسة" الإخوان بثورتهم المستمرة.
ولأن الثورة مستمرة، فالدم يعمد أيامها وأيامنا، وأرواح الشهداء تكلل جباه الحالمين الذين يقاتلون دفاعًا عن حلمهم "قتال الشعراء" تلك الجملة التي هتف بها بين القائد وجنوده في فيلم القلب الشجاع.
لن تهنأ جماعة الإخوان بسعار السلطة الذي يسكن بطون أعضائها، لن يهنئوا بخطط التمكين من مفاصل الدولة، وسوف يحاسبهم الشعب المصري، فالشعوب لا تسقط، الجرائم المرتكبة في حقها بالتقادم، بداية من حق الدم وحتى الحساب على بلادة الحس وسماكة الجلود.
لن يغفر الشعب المصري، وسوف يحاسب، ووقت الحساب قريب، لن يغفر الشعب المصري أن يصف "مرسي"، مندوب الجماعة في قصر الرئاسة، العصيان المدني ببورسعيد، بالبلطجة.
سوف يحاسبه الشعب، وفي وقت الحساب قد يفهم أنه وعندما يتحدث هو أو غيره عن ثوار مصر، فعليه أن ينتقي ألفاظه بدقة واحترام وإجلال، وليس بمفردات مثل بلطجية ومثيري شغب وصبية.
وهي نفس المفردات والصفات التي يطلقها هذه الأيام أعضاء الجماعة وقيادات داخليتهم.
لن نلتمس له أية أعذار، لأنه لم يقرأ التاريخ ولا يعرف تاريخ مصر إلا ما يرتبط منه بجماعته غير الشرعية.
لن يغفر الشعب المصري لمرسي ولا لجماعته الحصاد المر لتسعة أشهر هي مدة حكمهم حتى الآن، تسعة أشهر جاءت بجنين مشوه يرضع الدم ويقتات على اللحم.
لن يغفر الشعب المصري، وحتماً سيأتى وقت الحساب وسوف يحاسبون، لأنهم وبينما الغضب مشتعل والثورة ضد حكم الإخوان لم ولن تهدأ، فالمرسي ورجال جماعته يواصلون مخططهم للتمكن والتمكين من الدولة، المرحلة الأولى للانطلاق نحو دولة الخلافة، وليس جديداً عليهم فكان الشهداء يتساقطون وهم يدعون للانتخابات النيابية في نوفمبر عام 2011 لانتخاب أعضاء مجلس الشعب المنحل، والشهداء يتساقطون على بوابة قصر الرئاسة في نوفمبر عام 2012 وساكن القصر يدعو للاستفتاء على الدستور الإخواني الباطل، دستور الدم.
والآن الشهداء يتساقطون ومدن كبرى تعلن العصيان المدني، ومرسي يدعو لانتخابات مجلس النواب.
 ليس هذا فحسب، بل وزراء الجماعة يرتبون البيت من الداخل، وكأن عيونهم قد عميت عن رؤية الدم، وآذانهم قد صمت عن سماع صرخات المعذبين والمغتصبين في محارق النازية الإخوانية المعروفة بمعسكرات الأمن المركزى، ومن بينهم أطفال تعرضوا للاغتصاب.
أي عار وأى خيانة في وضع توشك البلاد فيه أن تحترق، ووزراء الجماعة في عدد من الوزارات يقصون من هم ليسوا منهم ويزرعون إخوانهم بتسكين 12 ألف إخواني في مفاصل مؤسسات الدولة.
إنهم ينتهزون فرصتهم الوحيدة للتمكين أو "التكويش"  لتنفيذ مخططهم بالانقضاض على رقاب ومفاصل الدولة المصرية، حتى وإن كان الثمن إشعال الحرائق التي سيكشف التاريخ انهم وراء إشعالها، وصوت الدم الذي يقطر من بين أصابعهم سيلاحقهم من أول قطرة أراقوها حتى آخر قطرة أريقت بالأمس أو سوف يريقونها غداً.

ليست هناك تعليقات: