الجمعة، 10 مايو 2013

عسى الله يزول الكابوس - بهيجة حسين


أجزم واثقةً أنه لا محمد مرسي، ولا جماعته، من أول مرشدهم العام الأول وحتى الأخير، ومن «خيرتهم الشاطر» وحتى أصغر مسلح في ميليشياته، قرأوا كلمة للشاعر العظيم «بيرم التونسي» (1893 – 1961).
وحتى لا أبالغ؛ فقد مر عليهم الاسم بكل تأكيد، أما أعماله العظيمة فإنها لم تصل إلى عقولهم، وإلا كان انفتح فيها طاقات النور، ولم تصل لأرواحهم، وإلا كانت قد طهرتها من ظلمة الكهوف التي تسكنها، ولطردت الخفافيش التي تعشش فيها.
فهم أعداء أصلاء للجمال والفن والحرية والعقل وللإنسانية. فلن تمتد أياديهم إلى كتاب في الأدب أو إلى ديوان شعر.
وفي وسط الدخان الكثيف لحرائق يشعلها الإخوان، وبقية فروعهم من القتلة والإرهابيين نحتاج لشهيق عميق.. نملأ صدورنا بهواء نقي وطاقة للمواجهة، يعقبه زفير هادئ نطرد معه جراثيم الجهالة وثاني أوكسيد البلادة والنطاعة.
وبين الشهيق القوي والزفير الهادئ يتأكد يقيني أن حكم الإخوان غمة سوف تزول، ويؤكد يقيني طيفٌ يضيء العتمة، وأسمع صوت التاريخ والحضارة يقول: سوف تزول الغمة؛ فلا مرسي، ولا جماعته، ولا مرشده، ولا «خيرته» جزء من ضمير مصر وتاريخها العظيم.
ومن قلب العتمة يضيء وجه بيرم التونسي، المولود في شهرنا الحالي، يوم 4 منه تحديدًا، أسمع صوته وهو يقرأ قصيدته التي كتبها عقب جلوس الملك فؤاد على عرش مصر عام 1917: 
«ولما عدمنا في مصر الملوك
جابوك الإنجليز يا فؤاد قعّدوك
تمثّل على العرش دور الملوك»
وكأن بيرم قرأ طالع المستقبل، فقد أتانا المستقبل بمرسي ليمثل على العرش دور الملوك.. ولكنه ممثل فاشل، ومن كتب له السيناريو كاتب فاشل أيضًا.
وقد انفضح فشل الكاتب والممثل منذ اللحظة الأولى لاعتلائه خشبة المسرح، وعند كتابة استمارة ترشحه لانتخابات الرئاسة كاحتياطي "لخيرتهم الشاطر"، ومنذ أطلق الشعب المصري بخفة ظله عليه «الإستبن».
ولأن مرسي لم يُدرب على أداء دور البطولة ولا دور الكومبارس؛ فأداؤه شديد الرداءة، ويحتاج لإعداد ممثل.
فالجالس على مقعد الرئاسة، ومن أول مشهد، أداؤه ركيك ومفكك ومرتبك. ظهر هذا في مشاهد مداهنته للشعب المصري قبل وأثناء الإعادة مع منافسه أحمد شفيق. أما مشهد فتح القميص في ميدان التحرير فهو مشهد شديد الإسفاف.
أما المشهد المثير للشفقة فهو ذلك الذي جمعه مع مرشده العام وهو يعلن ترشيحه، وكان مرسي يقدم وعوده للشعب المصري، ونسي أن يذكر القصاص لشهداء الثورة، ومرشده يلقنه بصوت منخفض «القصاص»..!
هذه بعض من مشاهد البداية عقب تجليسه على العرش ليمثل دور الملوك، أما بعد الجلوس فقد لبس ملابس أداء دور مرحلة التمكين، وعنها ورفع أصبعه في وجه الشعب المصري، وأرغى وأزبد، وهدد وتوعد، ووصف ثوار بورسعيد بالبلطجية ومثيري الشغب والصبية.
وحتى أداؤه لدور الديكتاتور المرعب لم يتقنه، ولم يكن مقنعًا، رغم أنه خريج مدرسة الإخوان فرع سيد قطب، وما أدراك ما سيد قطب!!
ما سبق ذكره هو أداؤه على الشاشة، أما الأداء في الكواليس فشيء آخر. وقد تسرب أن "شخطة" من خيرت الشاطر "تنطره" عشرة أمتار.
أما أداؤه الصامت، بينما البلد تحترق والدم يسيل في الشوارع، والمحافظات تعلن العصيان المدني والانفصال عن الوطن؛ فقد فاق كل الحدود وكل تاريخ السينما الصامتة.
ورغم أنه صمتُ غير مسئول وليس في موضعه، فإن شباب الفيس بوك رحبوا به، وأرسلوا له تغريدة  تقول: "الرصاص أرحم.. مش طالبة خطب كمان"! 
الرسالة واضحة: تحدَّثَ أو صمتَ فحديثه كصمته، وهو وجماعته غمة سوف تزول.                   وكما قالها عمنا بيرم للملك فؤاد، نقولها نحن لمرسي وجماعته:
«بذلنا ولسه بنبذل نفوس..
وقلنا: عسى الله يزول الكابوس».

ليست هناك تعليقات: