الجمعة، 10 مايو 2013

مهندس الفلزات والطبيب البيطري - مصطفى بيومي


في كلمته التاريخية بمناسبة عيد العمال، أشار الرئيس الملهم الدكتور محمد مرسي، حفظه الله ورعاه وسدد على طريق الخير خطاه، أنه مهندس فلزات قبل أن يكون زعيمًا، وأنه يعرف خامات الحديد جيدًا، ويميز بين الأصلي والتقليد، وغير ذلك من المعلومات والتحليلات التي تثبت لكل ذي عينين وأذنين، شريطة أن يكون موضوعيًا، ما تنعم به مصر المحروسة من نعم لا ينكرها إلا الجاحدون.
وافرحتاه!. رئيسنا المفدى مهندس فلزات! كم دولة في العالم يرأسها مهندس فلزات؟. هذه والله من عجائب المعلومات، ومن النوادر الذي سيتوقف التاريخ عندها طويلاًَ، إن اتسع وقته للوقوف. عبر أكثر من سبعة آلاف عام، لم تعرف مصر رئيسًا من مهندسي الفلزات، حتى جاء عصر النهضة المباركة، فكانت هدية الإخوان الأولى لشعب ولاية مصر، وهل من هدية تفوق أن يكون الرئيس المنتخب مهندسًا، وفي تخصص الفلزات وليس أي تخصص آخر؟.
توقف المحللون السياسيون طويلاً أمام تصريحات الرئيس القائد في خطابه التاريخي، وأكد الاستراتيجيون منهم وجود صراع واضح داخل جماعة الإخوان، وقال قائل منهم إن المقصود هو تحجيم الدور الذي يلعبه خيرت الشاطر في صفوف الجماعة المباركة، ذلك أن الرجل القوي نائب المرشد مهندس مدني، والمعروف عن خريجي هذا القسم أنهم لا يصلحون للرئاسة، وثقافتهم عن الحديد محدودة ومتواضعة عند مقارنتها بمهندسي الفلزات، الذين اختصهم الله بمواهب خاصة، مثل خفة الدم والعناد وكراهية لبس القمصان الواقية من الرصاص، وغير ذلك من الشائع المستقر الذي لا يحتاج إلى توضيح وبيان.
بعد ساعات من الخطاب التاريخي للمهندس محمد مرسي، نشر مركز دراسات الهندسة السياسية، التابع لجامعة واشنطون البلد، تحليلاً مطولاً يؤكد كاتبه أن المرشد محمد بديع، وهو طبيب بيطري، يشعر بالغضب الشديد من خطاب الرئيس المهندس مرسي، فقد اعتبر ما قاله تعريضًا بالأطباء البيطريين الذين لا يحق لهم الحديث عن العمال، فهم بحكم تخصصهم لا يصلحون إلا للمشاركة في الاحتفال بالعيد السنوي لحديقة الحيوان.
وأضاف كاتب التحليل: "الغضب يتصاعد في صفوف الحرس القديم، فمنذ المرشد المؤسس حسن البنا إلى المرشد الحالي محمد بديع، لم يعرف الإخوان مرشدًا واحدًا من مهندسي الفلزات، فعل يعني هذا أن أحدًا منهم لا يصح له أن يخاطب العمال في عيدهم؟. وهل ينبئ هذا التحول عن انتقال ولاء الرئيس المنتخب إلى صفوف مهندسي الفلزات، وهو الذي أنفق عمره في الجماعة التي تضم في تنظيمها مهندسين من جميع التخصصات؟"
مركز الدراسات الأمريكي ليس نزيهًا بما فيه الكفاية، ولاشك أنه ضالع في مؤامرة خبيثة للطعن في قداسة الجماعة التي يدين لها المصريون جميعًا بالسمع والطاعة، ليس عن خوف والعياذ بالله، بل لأنهم عاينوا خيرات مشروع النهضة وسقطوا في غرامه منذ النظرة الأولى، والحب بهدلة كما يقول محمود شكوكو.

ليست هناك تعليقات: