الجمعة، 8 فبراير 2013

واشنطن بوست مخطئ من يظن ان الانتفاضات العربية ستنتهى فى الأسابيع المقبلة ربما كانت في بدايتها



واشنطن بوست الإخوان لا يحملون أى أفكار واضحة لإدارة اقتصاد دولة !!
 

بالاحتجاجات وقنابل الغاز والمظاهرات الغاضبة ضد نظام يزداد سلطوية، كان «احتفال» مصر بالذكرى الثانية لثورتها الأسبوع الماضى، حسب ما تقول صحيفة «الواشنطن بوست» الأمريكية، فى تحليل لها كتبه آن أبلباوم، استعرضت فيه أوجه التشابه بين دول ما يسمى بـ«الربيع العربى» فى الذكرى الثانية لانتفاضاتها، خصوصا فى شمال إفريقيا. وتشير الصحيفة إلى أنه قبل أيام قليلة تم نشر الجيش التونسى فى الجزء الشمالى من البلد لمواجهة المتظاهرين الذين يطالبون، فى الذكرى الثانية لثورتهم، بأن يعرفوا سبب عدم حدوث تغيير فى حياتهم. وقبيل الذكرى الثانية لثورة 17 فبراير فى ليبيا، تطالب السلطات بإجراءات أمنية مشددة. وتقول «البوست» إن أشياء كثيرة تغيرت فى شمال إفريقيا، منذ شتاء 2011، لكن أشياء أكبر بكثير لم تتغير، وتفسر الصحيفة ذلك بالقول إن القوى التى وصلت إلى السلطة فى هذه البلدان لم تكن مستعدة للتعامل مع الحرية عندما تأتى، على خلاف دول أوروبا الشرقية التى مرت بتحولات جذرية فى بداية التسعينيات من القرن الماضى، نجح معظمها فى تحقيق الاستقرار والنمو فى ظل مناخ من الديمقراطية. وتوضح الصحيفة أن الفارق بين دول أوروبا الشرقية ودول الانتفاضات العربية مثل مصر، لا يكمن فقط فى السياسات أو الاقتصاد، بل إن العامل الأهم المرتبط بنجاح هذه البلدان فى تحقيق الاستقرار والنمو هو العامل البشرى. وتضيف أن بلدان أوروبا الشرقية كان لديها «نخبة بديلة»، حيث كانت تملك كوادر من البشر الذين عملوا معا فى السابق، وناضلوا ضد الحكومة وكانوا عند مستوى معين مؤهلين لتحمل المسؤولية، وكانوا أكثر استعدادا لأن ينفذوا إصلاحات جذرية لإقناع الناس بالقبول بهم. وتضيف الصحيفة أن دولا مثل المجر وبولندا وبدرجة أقل جمهورية التشيك وسلوفاكيا ودول البلطيق، استفادت جميعها من وجود أناس كانت لديهم أفكار عن التغيير، ويقومون بتنظيم أنفسهم من أجل القيام به منذ وقت طويل. وبينما تشهد دول الربيع العربى الذكرى الثانية لانتفاضاتها، فيجدر تذكر أنه فى مصر ما قبل الثورة كانت هناك معارضة من مختلف التيارات، لكنهم كانوا يتعرضون للقمع، فى ما عدا مكانين: المسجد وملعب كرة القدم. وفى هذين المكانين تكون أعداد الناس كبيرة جدا والمشاعر التى يستثيرونها قوية للغاية. والنتيجة -تقول «الواشنطن بوست»- أن الإخوان المسلمين هم الحزب السياسى الوحيد الذى يملك أى قدرة تنظيمية من أى نوع بعد 2011، وأندية كرة القدم بمشجعيها هى المؤسسات الوحيدة التى يمكن أن يعول عليها فى تنظيم احتجاجات كبرى، مثلما حدث مؤخرا، حتى الآن لا توجد هناك أى نخبة بديلة. كما تلفت «البوست» إلى أنه فى شمال إفريقيا لا يوجد كذلك المكافئ للخبراء الاقتصاديين البولنديين والمجريين الذين كانوا يقفون على أهبة الاستعداد بخطط لإصلاح الأمور بمجرد أن تواتيهم الفرصة. فى المقابل -تقول «الواشنطن بوست»- جاء الإخوان المسلمون إلى السلطة وهم لا يحملون أى أفكار واضحة عن اقتصاد مصر. على أن الصحيفة الأمريكية تقول إنه رغم الإشارة إلى تجربة أوروبا الشرقية، فإنه ليس من السهولة أن يتم وضع السياسات بناء على تلك الملاحظات، وتؤكد أنه لو لم يكن قادة المعارضة نتاج بواعث داخلية فى بلادهم، فلن يكون بمقدورهم أن يحصلوا على النفوذ السياسى لدفع إصلاحاتهم الجذرية عندما يحصلون على الفرصة. وفى عديد من الدول العربية، جاءت هذه الفرصة فقط فى 2011، والنخبة البديلة تتشكل الآن. وختمت الصحيفة بالتحذير ممن يقولون إن الانتفاضات العربية ستنتهى فى الأسابيع المقبلة، لافتة إلى أنها ربما كانت فقط فى بداياتها.
 

ليست هناك تعليقات: