الجمعة، 15 فبراير 2013

نيويورك تايمز وبحث عن ثورات الربيع العربي



 قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، الجمعة، إن «الرئيس محمد مرسي، وجماعة الإخوان المسلمين يسعون، إلى إضفاء طابع مؤسسي على احتكار السلطة، على نهج النظام القديم»، مؤكدة أن الجيش في مصر «فاز بالحصانة من الملاحقة القضائية، والتمتع بالتحكم الذاتي في ميزانيته، في حين عاد مرسي إلى حكم الطوارئ الذي اتبعه الرئيس السابق مبارك لقمع الاضطرابات الشعبية». وأشارت الصحيفة إلى حزب النهضة الإسلامي في تونس، يضرب بمطالب العلمانيين عرض الحائط. واعتبرت الصحيفة أن «معظم الثورات في دول الربيع العربي تحولت إلى ديكتاتوريات جديدة وأن هذه حقيقة محزنة، بعد مرور نحو عامين على اندلاعها»، داعية إلى «الاقتداء بتاريخ الثورات العالمية التي نجحت أو فشلت في الوصول إلى مساعيها». وتابعت: «للأسف، هناك سابقة كبيرة لهذه النكسات، ومعظم الثورات استبدلت الحكومة الاستبداية بأخرى». وقالت الصحيفة إن «اغتيال المعارض التونسي اليساري، شكري بلعيد، خلّف وراءه سحابة سوداء على الآمال التي عقدها الكثيرين على نموذج للتحول الديمقراطي في بلدان الربيع العربي، والحقيقة المحزنة هي أن العديد من الثورات إلى تجدد الديكتاتوريات، ولكن الخبر السار هو أنه حتى الفترات الانتقالية الطويلة يمكن أن تنتج ديمقراطية مستقرة». وأوضحت أنه «منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، هناك 50 ثورة كبرى أطاحت بالأنظمة الاستبدادية، إما أدت إلى إصلاح سياسي في دول تعاني من الديمقراطية المعيبة، في ظل الأنظمة الديكتاتورية، نجحت منها 3 ثورات فقط، من بين الـ50 إلى الانتقال إلى الديمقراطية». وأكدت الصحيفة أن «هناك حالتين فقط تثير بعض أجراس الإنذار بشأن الشرق الأوسط وهي قيام الدول الدينية التي تلت ثورة 1979 في إيران، و(الديكتاتورية الجمهورية) التي كانت في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، والرئيس السابق حسني مبارك، بعد ثورة 1952 في مصر، وتلك الحالتين وصفتهما الصحيفة بأنهما (سيئتا السمعة)». وأضافت الصحيفة أن «هناك ثورات تاريخية تستحق اتخاذ وقفة، وهي ما حدثت في دول الصين وكوبا، والمكسيك، وروسيا، وأسوأ سيناريو في فترة ما بعد الثورات هو العودة إلى الدكتاتورية الكاملة، كما حدث بعد الثورة الفرنسية، أو في السودان بعد فترة قصيرة من الاستقلال، والمغرب معرضة لخطر تلك النتيجة، وليبيا، هناك بعض العقبات التي تعرقل استكمال الثورة الليبية، وآخرها عملية الاقتتال الداخلي». واعتبرت الصحيفة أن «أكثر الحالات الواعدة في دول الربيع العربي، هي مصر، و تونس، وتلك الدول بها مزيج من النخب القوية القديمة، والنخب الجديدة الصاعدة، والتي تتدافع بداخل التركيبة السياسية لحماية مصالحهم، وكلهم يطرحون سياسيات أخرى من الممكن أن يستفيد منها الغالبية العظمى من المواطنين». 

ليست هناك تعليقات: