الثلاثاء، 1 مايو 2012

العروس الشمطاء

الجميع يتعجب من الأخوان, لأنهم مصرين على أقالة الحكومة مع أن فترة بقاء هذه الحكومة في السلطة تعد بالساعات وليست بالأيام, بل ان الأخوان لا يطالبون فقط بل يضغطون ويلوون ذراع المجلس العسكري بأعلان الكتاتني تعليق جلسات المجلس ليوم 6 مايو, والحكاية ببساطة أن الأخوان يريدون السيطرة على الحكومة وقت أنتخابات الرئيس, ليقوموا بأنفسهم بتزوير الأنتخابات كما حدث وقت أنتخابات مجلس الشعب والشورى بمساعدة المجلس العسكري والحكومة وقتها كانت أيام شهر العسل الأولى بعد زفاف العروس العجوزالمنحوسة الشمطاء والتي قضت معظم أيام شبابها في المعتقلات والسجون والأن تريد ان تفرح بعد كل سنوات التعب تريد أن تحقق حلمها وتتزوج قبل ان تموت وتدفن, أختارت عريسها الظابط العسكري الذي كان حليوة أيام شبابه والذي يبحث عن من يخدمه في أيام كهولته منى نفسه بحياة هادئة في سنين شيخوخته مع هذه العروس الشمطاء التي حذره منها الجميع,  وقالوا له أنها لا تصلح له, وأنها هتجيب هيبتك للأرض وتمسح ببدلتك الميري التي يهابها الجميع بلاط البيت, ولكنه أصر بعد أن أستعرض كل نساء العزبة ووجدها الأصلح من وجهة نظره, بعد أن أفهمته بكلامها الرقيق أحيانا وبالوعود أحيانا أخرى وبالتخويف والمكائد في معظم الأحيان, أنها الوحيدة التي تحبه منزمان وتتمناه ولكن ضرتها أستولت عليه لنفسها وحدها, أنها الوحيدة التي تفهمه والتي ستسعده وسوف تخدمه برموش عيونها وتحفظ سره وحياته ولن تكشف جرائمه بأشتراكه مع ضرتها في السطو على العزبة ملك أختها وضرتها وزوجته الأولى (أنقلاب 23 يوليو 1952) وحرمان العاملين بالعزبة من حقوقهم بل ستحميه من غضب العاملين لأنها الأقوى, وستقنعهم بمالديها من قبول لديهم أن الزوجة القديمة لوحدها المجرمة وأن الزوج لا دخل له بما فعلته الزوجة السابقة, وأن العزبة من الأن ستكون هي من يديرها, أعجبه قوتها وقوة ذراعها وأسلحتها الأنثوية الفتاكة ووثق أنه معها سيكون بأمان بفضل هذه الأسلحة والقوة ضد عبيد المزرعة, ولم يتخيل يوما أنها قد تفكر مجرد تفكير في أستخدام هذه الأسلحة ضده هو شخصيا,ولم يسمع لأحد وتزوجها وأصر عليها على الرغم من تحذير الجميع منها ومن غدرها وتقلبات مزاجها المعروف عنها, قالوا له أنها أمرأة غانية طماعة, لا ترضى بالقليل بل تستولي على كل شئ ولا مانع لديها ان تسلمه للعبيد الثائرين ليفتكوا به ويخلصوها منه لو قيضت الثمن ثم تبحث عن عريس جديد غيره وربما كان شاب قوي مثلها, لأنها ببساطة كذابة وليس لها عزيز وتحب نفسها أكثر من أي أحد, تزوجها رغم كل هذه التحذيرات, تزوجها وهو يمني نفسه بنفس العيشة الهنية التي كان يحياها أيام شبابه مع زوجته الأولى هذه الزوجة التي تنازع الموت الأن بالمستشفى, أنه مخلص لها, يحبها لا يريدها أن تموت يريدها حية تتنفس حتى ولو كانت ملقاة على سرير مرضها, يحس أن روحه مرتبطة بروحها, لن يستطيع العيش بدونها يوما واحدا, أنها رفيقة عمره وحبيبة قلبه بل هي كل كيانه لم تبخل عليه يوما بما يطلب أو يشتهي, تطعمه بيدها يوميا من خيرات العزبة التي ورثتها بل أغتصبتها من والدها الملك بعد ان طردته منها وأستولت عليها وحولت الموظفين والعاملين والشركاء بها لعبيد بدهائها وقوتها التي أستمدتها منه, أستولت على العزبة كاملة لهما وحدهما بعد أن أفهمت العاملين والذين كان لهم نصيب في ملكية الأرض معها, أنها ستفعل الصالح لهم فقط وأنها طردت أبيها لظلمه لهم لأنهم ليسوا عاملين بل هم أصحاب العزبة الحقيقيين وهي ستكون فقط مشرفة ومديرة للعزبة, ليس ألا, وبدهائها أستولت على العزبة من بابها, وأصبحوا العاملين عبيدا يعملون بالسخرة في العزبة نظير العيش الحاف ليقتاتوه حتى بدون غموز ويكافحون ليجدوه, بعد أن كانوا أسياد العالم أصبحوا فقراء العالم يجمعون المعونات من أصحاب القلوب الرحيمة بالعزب الأخرى البعيدة, أما أصحاب العزب المجاورة فلم يهتموا بمساعدتهم بل كان كل همهم الحفاظ على عزبهم من قوة هذه المرأة وزوجها وخوفهم من أن يستولوا على عزبهم أو عبيدهم كما حدث في السابق في عزبة سوريا المجاورة, لم تمانع العروس الجديدة في شروط الزواج مع العريس على أن تبقي على الزوجة القديمة على ذمته بدون طلاق, لأنها تفهم مشاعره وحبه وتعلق روحه بروحها, ولكن علي العريس ان يحافظ على هيبة عروسه أمام العالم, وعليه أن يطيع عروسه الجديدة في كل ماتطلبه وبالفعل مضت الشهور في ثبات ونبات بينهما وكانا الأثنين روحا واحدة ضد العبيد الثائرين ويريدوا أن يصبحوا ملاك معهم ويستردوا حقوقهم المنهوبة على مر الزمان الطويل, مضت الأيام بين شد وجذب, يطيعها وينفذ أوامرها بالأشارة قبل ان تقولها, الى أن ظهر الحمل الغير متوقع, بل كان الأتفاق أن لا أبناء, وكيف يكون ذلك وهو عجوز وهي عدت السن, وهنا بدأت الخلافات التي قد تقصف بهذا الزواج, فالزوج يريد أن يقنعها أن هذا حمل كاذب, أما العاملين فتعلقت أمالهم أن العروسين يتبنون من بينهم طفل يكون أبنهم ليحسوا انهم ليسوا عبيدا ولكنهم مشاركين في ملكية العزبة فعلا, أما العريس فلم ينسى الأتفاق ويصر على تفعيله ويصر على تبني طفل يكون من صلبه ومن رحم حبيبته الزوجة السابقة, أما العروس فتصر أنها حامل وستلد الوريث لتحكم هي العزبة عن طريقة أو بالوصية عليه بدعوى أنه طفل, المهم العبيد هل سيجدون الغموز مع العيش الحاف نظير عملهم في العزبة؟ هل سيتخلصون من الأغلال المكبلة لحريتهم؟ هذا ماقاموا يطالبوا به أسيادهم, حرية (لاعبودية) عدالة (توزيع الثروة) كرامة (رغيف عيش)ه

ليست هناك تعليقات: