الخميس، 5 أبريل 2012

الأخوان الكاذبون



** قالوا .. لن نشارك بأكثر من 20% من مقاعد البرلمان .. ثم عادوا وقالوا .. ربما 30% .. ثم عادوا وأعلنوا 50% .. ثم وجدوا الفرصة مهيأة .. ومصر فى الطراوة ، فحصدوا 85% من مقاعد البرلمان .. وهنا لا أفرق بين "الإخوان المسلمين" ، أو "الجماعات السلفية" .. فالفكر واحد ، والهدف واحد .. والفتاوى واحدة .. وإن إختلفت فى طريقة التنفيذ !!! ...
** قالوا .. سنراقب الحكومة .. وعندما وجدوا أن مصر فى الباى باى .. أعلنوا "نحن الحكومة ، ولا حكومة سوانا" !!! ..
** قالوا .. لن نرشح رئيس للدولة .. ومن يفكر فى ذلك سيكون خارج الجماعة .. وعندما وجدوا الشعب يبحث عن مكان فى طابور محطات تمويل السيارات ، أو مكان فى طابور البحث عن أنبوبة بوتجاز .. قدموا مرشح ، هو الرجل الثانى فى تنظيم الجماعة .. وبرروا ذلك ، وقالوا .. هناك متغيرات ، وأن الشعب هو الذى إختارنا .. إختارنا فى البرلمان .. وإختارنا فى الحكومة .. وإختارنا فى الدستور .. وإختارنا فى الرئاسة .. وإختارنا شهود فى عقد القران .. وإختارنا فى تحديد مصيره .. وإختارنا فى تحديد مراحل دراسة أولادنا .. وإختارنا فى إختيار الفن الذى يمثلنا .. وإختارنا فى تمثيل الأنشطة الرياضية .. وإختارنا فى إختيار أنواع اللحوم التى نأكلها .. وإختارنا فى نوع البطيخ .. وإختارنا فى إختيار لبس الأحذية .. إلخ .. إلخ .. إلخ .. إلخ !!! ..
** هذه هى طبيعة جماعة "الإخوان المسلمين" .. يصرحون ببعض الأفكار للشو الإعلامى ، ويجيدون فن الكذب والخداع .. يظهرون عكس ما يبطنون .. يملأون الدنيا ضجيجا بأفكار الشيخ "حسن البنا" ، ولا ينطقون حرفا واحدا من أفكار الأب الروحى للإخوان "سيد قطب" .. الإجابة ببساطة .. أن أفكار الإمام "سيد قطب" لا تناسب المظهر الجديد الذى يريد الإخوان أن يقدموا به أنفسهم للشعب المصرى ، فهل يعنى ذلك إختفاء الإمام "سيد قطب" من خيالات الإخوان ؟!!! .. الإجابة هى لا .. فهى أفكار مسكوت عنها داخل الجماعة ، لكنها ليست مرفوضة أبدا ، أو ملفوظة ، فهو فى نظر الإخوان "الشهيد الحى" .. وهذا له دلالة واضحة .. إذ يعتبرونه مصدرا للإيحاء الفكرى فقط ، ولكنه لم يصل لديهم إلى مرتبة الملهم والقائد .. وكتب عدة كتب من داخل سجنه "ظلال القرأن" ، ثم "معالم على الطريق" .. وكان "الهضيبى" فى ذلك الوقت هو المرشد العام للإخوان ، وقال عنه "إن قطب هو الأمل المرجو للجماعة الأن" .. بعد أن ضربت الجماعة فى مقتل ، ولكن قال المعارضين " نحن منزعجون لأنه ليس فى نيتنا أن نكفر الناس" .. وهو ما رفضه "سيد قطب" ، وأعلن عن تشكيل مجموعة أمنت بعقائده وأفكاره داخل السجن عام 1959 ، وقد نفذ فيه "عبد الناصر" حكم الإعدام عام 1965 .. وهو ما دعا المرشد العام ، الشيخ "حسن الهضيبى" إلى إصدار كتاب بعنوان "دعاة لا قضاة" ، والتى حاول المرشد أن يوقف طوفان التكفير الذى أطلقه "سيد قطب" .. ولكنه لم يجرؤ أن يتعرض له بكلمة واحدة ..
** لقد دفع "سيد قطب" حياته ، ثمنا لأفكاره ، مما أصبغ عليها قدسية ، ومع أن كل أفكاره ضد البشرية لكن لم يكن يملك أحد القدرة على نقد أفكاره ، ومن الذين تتلمذوا على يديه "شكرى مصطفى" ، و"محمد عبد السلام فرج" ، و"عبود الزمر" ، و"أيمن الظواهرى" .. والكثيرين .. وقد برر "عبد المنعم أبو الفتوح" ما كتبه "سيد قطب" بأنه كان تحت تأثير الإحساس بالظلم والألم جراء كونه مسجونا .. هكذا تنتهى القصة لنفهم منها أن علينا أن نعذر "الشهيد الحى" ببساطة .. أما الأرواح التى أزهقت فلا يهم .. لكى نعذره بدلا من أن نحاكمه ، وعندما يروا المناخ مواتيا للعودة لأفكاره علانية يفعلوا ويقولوا أنهم أيضا شعروا بالألم والضغط لذلك ، فمن حقنا أن نستبيح دماء المسلمين والأقباط ، وغيرهم من المواطنين ..
** أليس هذا هو المنطق الذى يقدمه "الإخوان" ، بل أكثر الإخوان إستنارة .. ولعل هذا هو ما دفعه للإرتباط بمجموعة الإرهابيين من الإخوان فى عام 1965 .. والذى سجل بخط يده فى مذكراته التى نشرت بعد إعدامه "لماذا أعدمونى؟!!" .. إنه إتفق معهم على "ضربة رادعة" يجب أن تشمل إزالة الرؤوس وفى مقدمتها رئيس الجمهورية ، ورئيس الوزراء ، ومدير مكتب المشير ، ومدير المخابرات .. ثم نسف بعض المنشأت التى تشل حركة مواصلات القاهرة كمحطة الكهرباء والكبارى .. والحقيقة الكاشفة أن ذلك العنف الفكرى والنفسى هو الروح الأصلية لجماعة الإخوان المسلمين .. لذلك أحبوه وقدسوه ، وإعتبروا أن "الله جدد به دعوته" .. والحقيقة أن وجه "سيد قطب" هو الوجه الأصلى للإخوان ، وأن وجه "حسن البنا" بملامحه المرتاحة ، وثغرة المبتسم هو القناع الذى يضعونه الأن ، رغم أن القناع قد لا يقل بشاعة عن الوجه الأصلى ...
** عموما ما سبق هو مختصر ، قصدت منه المساهمة فى الكشف عن القناع للذين تستروا بعباءة الدين ، فهم يظنون أنفسهم أنهم مسلمون ، وأن الذين يقفوا فى طريقهم ، ويصدونهم هم "المجرمون" فى حين أنهم ليسوا مسلمين لا عملا ولا إعتقادا .. لأنهم ببساطة يكفرون كل من لا يؤمنون بما يؤمنون به .. ولا يبالون بتهمة تكفير الأخر ..
** هذه هى معتقداتهم .. وهذا ما صرح به د. "محمد بديع" المرشد العام للإخوان ، عندما قال بدأنا نقترب من تحقيق حلم الشيخ "حسن البنا" .. وللأسف الشديد لا يدرك شعب مصر ، أن ما كان يتم من إعتصامات حالية بالتحرير ، والمطالبة بتسليم السلطة فورا لرئيس مجلس الشعب الحالى .. وهو د. "سعد الكتاتنى" – رئيس مجلس الشعب ونائب المرشد العام - ، هو تمثيلية محبوكة للضغط على المجلس العسكرى لتسليم السلطة للإخوان .. بل تزداد التمثيلية المضحكة ، عندما كان يدعى البعض أن هناك هتافات ضد الإخوان ، وإنهم منعوهم من دخول الميدان .. فكيف يكون ذلك ، وفى نفس الوقت يطالبون بتسليم السلطة فورا "لرئيس مجلس الشعب" .. هذا المجلس الذى كل أعضائه من الإخوان والسلفيين وحزب الأصالة .. هل سيظل هذا الشعب على هذا الغباء لا يدرك التمثيليات التى تدار على مسرح التحرير منذ تخلى الرئيس مبارك عن الحكم ..
** لقد خرجت تصريحات عديدة سابقا ، ومازالت حتى اليوم بتهديد المجلس العسكرى لسرعة الإستفتاء ، وإجراء الإنتخابات البرلمانية دون الإلتفاف إلى أى قوى سياسية أخرى ، وهو ما كنا نخشاه وحذرنا منه .. وللأسف الشعب المصرى بجميع طبقاته وفئاته ، صامتين .. والمجلس العسكرى لا يرى فى شعب مصر إلا جماعة الإخوان المسلمين ، .. بل أنه من المضحكات المبكيات أن كل من يقف ضد هؤلاء ويرفض حكومة الإخوان .. يتم إتهامه بأنه ضد مكتسبات الثورة ، وأنه من الفلول ، وأنه ينتمى للحزب الوطنى والنظام السابق.. فلا أمل للوطن فى ظل حكم الإخوان ، ولن تقوم لمصر قائمة بعد الأن .. وهذا ما كتبناه فى أكثر من مقال ، وحذرنا منه الجميع .. ولكن لا أحد يريد أن يقرأ ، ولا أحد يريد أن يفهم ، وعندما يضيع الوطن ، وتضيع مصر .. سيبكى الجميع عليها ، ولن يجدوا من يسمعوهم !!! ..
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

ليست هناك تعليقات: