الثلاثاء، 20 مارس 2012

لا تتركوا الكعكة


الكاتب الشماس يوسف يونان
الكعكة التى التهمها مبارك وأعوانه ليزيدوا حساباتهم فى البنوك بالبلايين , وتركوا ملايين الشعب يقاسون الجوع والفقر والمرض , فكانت كلما ازدادت البلايين فى البنوك , ازدادت معها طوابير الشعب المطحون للحصول على رغيف العيش أو على أمبوبة البوتاجاز . واذا علا صوت أحدهم بالشكوى , أسكتته السجون والإذلال.
كان يوم 25 يناير 2011 يوما مشهودا فى تاريخ مصر , إذ هب شعب مصر يدا واحدة مسلمون ومسيحيون ليطيحوا بالديكتاتورية والحكم الفاسد ولينفضوا عنهم المذلة والهوان, ليطالبوا بالحرية والكرامة والمساواة. قاموا ليستردوا بلدهم من أيدى ناهبيها وشعروا بأنهم هم الأصحاب الحقيقيين لهذا البلد المسالم الأمين .

للأسف لم تدم الفرحة كثيرا , فقد هب أعداء مصر للاستيلاء على الثورة , الأعداء الذين هم داخلها هم أشر من أعدائها في الخارج . لأنهم يندسون فى صفوف أهل البلد الذين تعمر قلوبهم بحب مصر, ليحاولوا تحويل هذا الحب إلى جهات خارجية وهم يعملون بكل مكر وخديعة للتفريق بين أبناء ومحبِّي مصر من مسلمين ومسيحيين, حتَّى تتاح لهم الفرصة لينقضوا على الكعكة ويقتسموها بينهم.

أبناء مصر وأحباؤها لن يتركوا الكعكة ليقتسمها الانتهازيون ويحولوها إلى دويلات إسلامية ويرجعوها مئات السنين للوراء كدويلاتٍ ضعيفة من خلافة إسلامية عفا عليها الزمان لقرون سحيقة. خلافة يتمتع فيها الحاكم بليالي ألف ليلة الماجنة ويلبس البز والأرجوان, بينما يتضوَّر أصحاب البلد الحقيقيون جوعا ويقاسون من المرض والجهل والذل والهوان, وتمتلئ السجون بكل من يطالب بالحياة الحرة الكريمة. وأيضًا لن يسمح أبناء مصر الشرفاء بأن تفتح أبواب مصر للأجانب لتصبح مصر طرفا فى حروب صليبية ينهب الأجانب خيراتها, بينما ينال أبناء البلد الفتات المتساقط من مائدة أربابها.

أبناء مصر وأحباؤها الذين ولدوا على أرضها وشربوا ماء نيلها واستنشقوا عبير هوائها, الذين أحبوها من كل قلوبهم سواء عاشوا داخلها أو خارجها, كان دائما عشقها فى قلوبهم وعقولهم. هؤلاء الأحباء الأقباط المسيحيون وأخوانهم المسلمون الليبراليون المتعلمون المخلصون الذين يريدون لمصر أن تكون دولة مدنية ديموقراطية حرة يحكمها أبناؤها الأوفياء, وليس الذين يقولون «طظ فى مصر» و «تتحرق مصر» أو «مصر ولاية أسلامية» كما دعاها بعض الرجعيين المتأسلمين .

هؤلاء الأبناء الحقيقيون لمصر لن يتركوا الكعكة لناهبيها بل هم الذين سيرعونها وينمينها بالحب والكرامة والمساواة بين جميع أبنائها وبالعمل الجاد المخلص لرفعتها ووضعها في المكانة اللائقة بهذا البلد العظيم المحبوب.

أحبائي، أحباب وأبناء مصر المحبوبة، لا تتركوا الكعكة يلتهمها السلفيون والبلطجية والرعاع. الآن هو دوركم للذود عنها ووضع مصر على أولى درجات الحرية والديموقراطية بانتخاب ممثلين للشعب مخلصين يحكمون مصر بالحب ويعملون على كل ما يرفع شأن هذا البلد ذي التراث العريق الضارب فى أعماق التاريخ منذ آلآف السنين, ليعيش أبناؤه بالكرامة والحرية والمساواة بين جميع أبنائه, ولتعم خيراته على الجميع وليعيشوا معا فى سلام, متمتعين بالعيش الكريم والتعليم السليم والصحة الموفورة والسعادة ترفرف على حياتهم وعائلاتهم وبيوتهم. ليعيشوا أحرارا في مباشرة شعائر دينهم, ومباشرة كل حقوقهم الإنسانية التى يتمتع بها كل إنسان فى كلِّ مكانٍ في العالم تُحترم فيه حقوق الإنسان فى القرن الحادى والعشرين .

هلم جميعا، كل من هو داخل مصر أو خارجها, مصر أمانة فى عنقك وعنقي وعنق كل محب ومخلص لمصر, هلم للإدلاء بصوتك الانتخابي, بعد دراسة كل واحد من المرشحين وانتخب المرشح الذي تقتنع به تماما أنه سيعمل بإخلاص لصالح مصر ولصالح أبناء مصر, للرفعة والازدهار بعيدا عن التعصب الديني الأعمى وبعيدا عن الولاء لجهات خارجية تعمل على تدمير مصر باسم الدين حتى تسود عليها . إنتخب ممثلين عن الشعب يحققون كل طموحاته وأحلامه فى الحرية والمساواة والحياة الإنسانية الكريمة التى يأمل كل فرد أن يعيش فيها هو وعائلته وأولاده وأحفاده لأجيال كثيرة قادمة. تذكر دائما أنك تبني مصر الآن للمستقبل البعيد, فلا تتركوا الكعكة لناهبيها.

منقولة عن أرذوكس نيوز أمريكا

ليست هناك تعليقات: