الأحد، 14 أغسطس 2011

أحذروا الأنفجار القبطي قادم

بقلم: نادر فوزي 
منذ 25 يناير والأقباط يأملون خيرًا في انصلاح الأحوال ورفع الظلم والمعاناة عنهم.. وانتهاء عصور الاضطهاد والتفرقة.. وظل الأقباط ينتظرون هذا الأمر مع كل شروق شمس حتى مضى أكثر من سبعة شهور، والأحوال تتردى أكثر وأكثر، والأمور تزداد صعوبة حتى أصبحنا على وشك الانفجار، وتعالوا معًا نرى ماذا فعلت الثورة بالأقباط ..
- حرق العديد من الكنائس سواء أطفيح أو إمبابه أو المنيا أو غيرها من مدن الصعيد.
- ازدياد حالات العنف الطائفي في كل محافظات مصر دون القبض على أحد من المجرمين.
- عدم صدور قرار بناء دور العبادة الموحد رغم تأكيد رئيس الوزراء على صدوره خلال شهر.
- استمرار غلق الكنائس كما حدث في كنيسة عين شمس ورفض المسلمين فتحها.
- عدم صدور قانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين واستمرار حبسه في الأدراج.
- استمرار عدم تنفيذ أحكام المحاكم بخصوص العائدين للمسيحية.

- تشكيل لجنة إعادة الدستور من إسلاميين فقط وعلى رأسهم طارق البشري وعضوية صالح الأخوانجي.
 
- إطلاق كل الإرهابيين الإسلاميين من السجون وعلى رأسهم الزمر وأتباع الجماعة الإسلامية
- تشكيل أحزابًا إسلامية للأخوان والسلفيين رغم أن القانون يمنع قيام أحزاب على أساس ديني.
- ازدياد حالات خطف وأسلمة الفتيات بشكل مبالغ فيه.
- إطلاق حرية الإساءة للأقباط في وسائل الإعلام المختلفة باستضافة شيوخ يصرحون بأننا كفرة وأن مصر إسلامية وللمسلمين.
- محاربة رجال الأعمال الأقباط وعلى رأسهم ساويرس وما تكبده من خسائر فادحة بسبب الإسلاميين، وغيره من رجال الأعمال.
- هيمنة جماعة الأخوان المسلمين على السياسة المصرية ومطالبة السلفيين بتطبيق الحدود الإسلامية، وبإقامة مصر كدولة للخلافة الإسلامية ورفض مدنية الدولة.
- رفض المجلس العسكري تعديل الدستور قبل الانتخابات أو حتى إصدار ما ينص على مدنية الدولة وترك الأمر بين يدي الإسلاميين.
- مطالبة الإسلاميين بدفع الأقباط الجزية أو الخروج بره مصر.
كل هذا تم في سبعة أشهر فقط، ونحن الذين كنا نظن أن عصري مبارك والسادات عصور اضطهاد للأقباط. ثم يأتي البعض ويرفضون مساعدة الولايات المتحدة وأوربا للأقباط.. إنني على ثقة أن الشعب القبطي لن يسكت وسيثور من جديد، ولكن ليس في ماسبيرو فقط بل في كل أنحاء مصر.. وسيلفظ من بينه كل من يتاجرون بالقضية القبطية للحصول على مكاسب شخصية مهما كانت، ولو انفجر الشعب القبطي لحظتها سأقول لشيوخ الإسلام المتطرفين: حذاري من الغضب القادم فأحفاد الشهداء لايهمهم شيئًا ولن يخسروا أكثر مما خسروا.. وإذا كان شيوخ المتطرفون يهددون بأن الألف واللام في المادة الثانية من الدستور محمية ببحور دماء فسنجعلهم يغرقون في بحور دمائهم..

إن مايحدث الآن السكوت عنه جريمة في حق أنفسنا وفي حق أولادنا والمطالبة بمسايرة الإسلاميين والجلوس معهم على مائدة واحده هو الخنوع والهوان الحقيقي. لقد آن الأوان أن نتحد ونقف موقف رجل واحد لا فرق بين قبطي مهجري وقبطي من الداخل، ولابد أن نقيم الدنيا ولا نقعدها في العالم أجمع قبل أن يضعوا الدستور الإسلامي المرتقب.. ولا تأملوا خيرًا في المجلس العسكري أو الحكومة المرتعشة الحالية.. إن الإسلاميين لايفهموا سوى لغة القوة، وإن تطلب الأمر فسوف نطالب بتقسيم مصر، وهو أمر كنا نتجنب الحديث عنه حتى بين أنفسنا، ولكن الضرورات تبيح المحظورات، وتجربة السودان مازالت أمام أعيننا..
 
لابد للأقباط أن يكون لهم أجندة واقعية يتم تسويقها دوليًا، فإما مدنية الدولة والاحتفاظ بمصر وطن واحد للجميع، وإما التقسيم وقيام مصر الحديثة من أبناء وأحفاد الفراعنة تضم الأقباط والمصريين الليبراليين، وكل من ينادي بمدنية الدولة والديموقراطية الحقيقية على جزء من أرض مصر... ولابد أن يفهم المجلس العسكري الذي أطلق سراح آلاف الإرهابيين من جحورهم أنه فعل نفس خطأ السادات، والذي قتل من إرهابييه، أنه بأفعاله وسكوته عن المتطرفين سيقسم مصر، لأن الأقباط لن يسكتوا ولن يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون.. لقد صبرنا مئات السنين والآن حان وقت العمل.. فيا شباب مصر لا تدعوا دماء مارمرقس التي سالت على أرض مصر تذهب سدى، تحركوا ونحن جميعًا معكم.

ليست هناك تعليقات: