الأحد، 11 يناير 2015

الميوعة اسمها «عمرو» بقلم أحمد الخطيب



من عمرو موسى إلى عمرو حمزاوى مروراً بعمرو أديب ومن قبلهم «القائد» عمرو الليثى يا قلبى لا تحزن، جميعهم تربوا وترعرعوا فى ظل نظام «مبارك»، وبمجرد أنهم تلمسوا قرب رحيل الرجل قفزوا من المركب وحاولوا الارتماء فى حضن الثوار، وصبوا لعناتهم على «مبارك» ونظامه ليلاً ونهاراً، ثم ركبوا مركب الثوار وحاولوا النزول فى ميدان التحرير.. وشاركوا فى اجتماعات الثورة باستثناء «أديب» الذى اكتفى بسب نظام «مبارك» فقط.. المهم أنهم لم يكتفوا بذلك بل ذهبوا إلى حضن الإخوان ليقدموا وصلة فى «الاستربتيز السياسى» غير المعهودة، ولم تفوتهم الفرصة فحاولوا ركوب ثورة 30 يونيو وعندما لم يجدوا مكاناً ملائماً فى عهد «السيسى» حاولوا الفترة الماضية استغلال «فخ» غزة للمرور منه ليعودوا إلى ميوعتهم الأولى!.. فعمرو موسى تذكر فجأة أن هناك قانوناً للتظاهر، فطالب بإلغائه ودون أى اعتبار للدولة واستقرارها ولرئيس الجمهورية الذى حاز 97% من أصوات المصريين، أما «حمزاوى» فينظم فعاليات للتضامن مع غزة، رغم أن أحداً لم يسمع عن توجهاته العربية القومية من قبل حين كان فى أمانة سياسات الحزب الوطنى أو فى معهد كارنيجى الأمريكى، وكما أن عمرو أديب حمّل الرئيس السيسى مسئولية الدمار فى غزة، وكأن الرجل مسئول عن تفجير الأوضاع فى الوقت الذى لم يعرف عن «أديب» هذا التوجه من قبل، أما عمرو الليثى فيعيد تقديم نفسه مرة أخرى، عبر أعمال الخير وقلبه مع الإخوان وعقله مع النظام الجديد، فتجده يستضيف عملاء الإخوان ثم يتطهر بحوارات مع رجال الدولة. لا أستسيغ أن رجالاً كانوا ضمن نظام «مبارك» يدافعون عن الدولة أصبحوا مرة واحدة ثواراً، يستهدفون إسقاط الدولة ثم تضامنوا بشكل أو بآخر مع فصيل الإخوان الإرهابى بكل ممارساته ضد الدولة، وخياناته للوطن، واستقوائه بالخارج مما يدل على أنهم لا يملكون ثوابت بل يبحثون عن مصالحهم فقط لا غير، فعمرو موسى بعد أن أخرج دستوراً أضاع به سلطات رئيس الجمهورية ولم يمنح لجنة الانتخابات الرئاسية حصانة وأعطى فئات كثيرة مزايا فى البرلمان أدى إلى تشتيت القانون والبرلمان فى الوقت الذى يسعى فيه «موسى» بتحالفاته الفاشلة إلى رئاسة مجلس الشعب، ويحاول فى ميوعة زائدة إرضاء الثوار بمطالبته بإلغاء قانون التظاهر، أما عمرو حمزاوى فوجد فى الدفاع عن غزة فرصة ليتسلل إلى المشهد العام مرة أخرى، ويدغدغ مشاعر الناس على طريقة الإخوان القديمة والرخيصة، أما عمرو أديب فيحاول التنصل من النظام الحالى بمهاجمته أيضاً تحت بند غزة والدمار، أما عمرو الليثى فما زال يتحين الفرصة للانقضاض مرة أخرى فى قلب النظام الجديد. الله يكون فى عون الدولة المصرية ورئيسها المشير عبدالفتاح السيسى، من المتسلقين والباحثين عن المصالح، وإذا كان شعار الدولة الإسلامية فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بدعائه الشهير فى مكة «اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين، عمرو بن هشام وعمر بن الخطاب» فإن الدولة المصرية عليها أن ترفع شعار «اللهم احمِ مصر من شرور من اسمهم عمرو.. رموز الميوعة فى الدولة الحديثة».

ليست هناك تعليقات: