الأحد، 11 أغسطس 2013

بوابة الأهرام ترصد صعود الشاطر.. من قائد لليساريين بالجامعة لمهيمن ومسيطر وحيد على تنظيم الاخوان العالمي


بوابة الأهرام" ترصد صعود الشاطر.. من العيش في جلباب "مشهور" إلى الهيمنة على صندوق الجماعة وشراء الولاءات

أكدت زيارة الوفود الأجنبية للمهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام، في محبسه للتفاوض معه لإنهاء الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد -على خلفية عزل الدكتور محمد مرسي بعد اندلاع الموجة الثانية من الثورة في 30 يونيو- أن حل الأزمة السياسية يبدأ وينتهي من زنزانة "الرجل الحديدي" للجماعة، المهيمن على صناعة القرار الإخواني، بفضل سيطرته على التنظيم من جانب، وهيمنته على أموال الجماعة من جانب آخر. 

بوابة الأهرام ترصد المحطات الرئيسية لرحلةالشاطر داخل "الإخوان" التي لم تؤثر على الجماعة فقط بل على مصر أيضا. 

بداية وصعود وتغلغل: 

في مطلع السبعينيات بعد إطاحة الرئيس الراحل أنور السادات بمراكز القوى عقد السادات صفقة مع عمر التلميساني المرشد الثالث لجماعة "الإخوان المسلمين"، بموجبها خرجت قيادات الإخوان من السجون مقابل تصدي التيار الإسلامي لليساريين والناصريين الذين هيمنوا على الحركة السياسية المصرية وكانوا يعارضون سياسات السادات. 

ونشطت قيادات الجماعة بعد خروجها من السجن في استقطاب الطلاب الجامعيين لضمهم للجماعة، ونجح محمد إبراهيم أحد أعضاء مكتب إرشاد الجماعة الحالي، والذي ينحدر من أسرة إخوانية وزميل المهندس خيرت الشاطر بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية، في إقناع الشاطر بالسفر لمحافظة الشرقية لمقابلة الشيخ العدوي أحد قيادات الجماعة الدعوية خلال مرحلة السبعينيات. 

ونجح الشيخ العدوي في تحويل الشاطر من المعسكر اليساري إلى المعسكر الإسلامي، وبدأ الشاطر رحلته مع الإخوان في ضم العديد من الطلاب للجماعة، معتمدا على القدرات التنظيمية التي اكتسبها خلال وجوده في منظمة الشباب التي أسسها القيادي اليساري عبد الغفار شكر. 

وصعد الشاطر بسرعة البرق في التنظيم الإخواني، وبفضل قدراته التنظيمية انتقاه الأستاذ مصطفى مشهور رجل التنظيم الخاص ليكون ضمن المجموعة القريبة منه لإعادة تشكيل التنظيم. 

وفي عام 1981 وقبل اعتقالات سبتمبر الشهيرة، علم مشهور من مصادره بوزارة الداخلية وأجهزة الدولة الأخرى أن السادات بصدد القيام بحملة موسعة من الاعتقالات بحق معارضيه الرافضين للصلح مع إسرائيل واتفاقية "كامب ديفيد". 

وعلى الفور غادر مشهور البلاد واصطحب معه ثلاثة من أبناء الإخوان وهم مهدي عاكف ومحمود عزت وخيرت الشاطر للنجاة من فخ الاعتقال واستعدادا لمرحلة جديدة يقودها مع تلك النخبة في قيادة تنظيم الإخوان. 

وتنقل مشهور مع معاونيه الثلاثة بين عدد من العواصم الأوروبية والعربية، بينها لندن وصنعاء والرياض وغيرها، وبدأ مشهور في هذه الآونة في وضع نواة التنظيم الدولي الذي تعتمد عليه الجماعة حتى الآن. 

وبعد وفاة السادات عاد مشهور إلى القاهرة بصحبة مهدي عاكف ومحمود عزت وظل الشاطر في أوروبا وعمل خلال هذه الفترة بالتجارة، إلى جانب الدور الذي كلفه به مشهور وهو العمل على معاونة يوسف ندى في تشكيل التنظيم الدولي. 

السيطرة على مفاصل التنظيم وإعادة تشكيله: 

في منتصف الثمانينيات استدعى مشهور الشاطر من الخارج ليعاونه في بناء التنظيم الإخواني بعد هدوء الأوضاع ودخول الجماعة في تحالفات سياسية مع المعارضة وهدنة مع النظام. 

وعمل الشاطر خلال هذه المرحلة في التجارة في مجال تنظيم معارض السلع بالتعاون مع النقابات المهنية والعمالية التي كان يهيمن على جزء منها الإخوان. 

وفي مطلع التسعينيات أقنع الشاطر مكتب الإرشاد بميكنة البيانات الخاصة بالجماعة من خلال شركة "سلسبيل"، التي أسسها مع القيادي الإخواني حسن مالك وقامت أجهزة الأمن بإلقاء القبض عليه مع عدد من قيادات الإخوان بتهمة إعادة إحياء جماعة محظورة، وبعد 11 شهرا أغلق ملف القضية على غموض لم يحل طلاسمه حتى الآن. 

ورغم مصادرة أجهزة الأمن لجميع الأقراص الصلبة الخاصة ببيانات الجماعة، إلا أن الحس الأمني للشاطر دفعه لإعداد نسخة من هذه البيانات بعيدا عن أيدي الأمن، استخدمها بعد ذلك في الإلمام بكل كبيرة وصغيرة عن القواعد التنظيمية للإخوان، توزيعها وانتشارها وغيرها من المعلومات المهمة التي مكنته من إحكام قبضته على التنظيم. 

وقام الأستاذ مصطفى مشهور بتصعيد الشاطر لعضوية مكتب إرشاد الجماعة واعتمد عليه في إنجاز العديد من المهام لحماية التنظيم من ملاحقة أجهزة الأمن والابتعاد بأموال الجماعة بعيدا عن المصادرة. 

وفي هذا السياق، وفي إحدى الجلسات التي عقدها الشاطر عقب خروجه من السجن في 2011 تفاخر قائلاً: "في منتصف التسعينيات وعندما وجدت أن معدل أعمار أعضاء مكتب الإرشاد كبيرا استحدثت ما يعرف بالأمانات ووضعت على رأس كل أمانة من أثق في قدراته أن يكون عضو مكتب إرشاد كفء". 

وبملاحظة سريعة، اكتشفت "بوابة الأهرام"، أن الشاطر استغل ثقة مشهور ومحمود عزت الذي هيمن على التنظيم خلال هذه الفترة، في استحداث الأمانات السبعة ووضع على رأس كل أمانة أحد أصدقائه المقربين، والذين عرفوا فيما بعد برجال الشاطر، وفي مقدمتهم محيي حامد وحسام أبوبكر الصديق وسعد الحسيني وسعد الكتاتني ومحمد إبراهيم. 

وعبر هذه المجموعة، أعاد الرجل الحديدي تشكيل تنظيم الإخوان ونجح في تكوين مجموعته الخاصة التي هيمنة على التنظيم، وبمعاونة هذه المجموعة نجح الشاطر في الإطاحة بعبد المنعم أبوالفتوح ومحمد حبيب من عضوية مكتب إرشاد الجماعة في عام 2009 رغم وجوده في السجن بالإضافة إلى تحجيم دور المجموعة الإصلاحية وإبعادها عن التنظيم، وفي مقدمتها الدكتور عصام العريان وحلمي الجزار وجمال حشمت وأحمد عبد الرحمن. 

الهيمنة على صندوق الجماعة وشراء الولاءات: 

بعد دخول الشاطر السجن في قضية ميليشيات الأزهر، دار حديث بين الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح الذي كان عضو مكتب إرشاد خلال هذه الفترة وبين الأستاذ مهدي عاكف نصه الآتي: "أستاذ عاكف.. بعد محنة الشاطر من سيصبح المسئول عن صندوق الجماعة" عاكف: "من تقترح يا عبدالمنعم"، أبوالفتوح: "الدكتور محمد حبيب"، عاكف: "على بركة الله نعرض الموضوع على مكتب الإرشاد"، وبالفعل عرض الأمر على مكتب الإرشاد ووافق الحاضرون على إسناد المهمة للدكتور محمد حبيب. 

وأوضح المصدر الإخواني الذي روى هذه الواقعة لـ"بوابة الأهرام"، أن الدكتور حبيب ظل على مدى عام وأكثر قبل الانتخابات التي خرج بها من مكتب الإرشاد يحاول معرفة كيف تتم إدارة صندوق الجماعة، إلا أنه لم يتمكن من هذا وظل صندوق الجماعة لغزا يديره الشاطر بعيدا عن العيون ويكتفي بتقديم بعض المعلومات العامة حوله لمكتب الإرشاد ومجلس الشورى العام. 

وترجع هيمنة الشاطر على صندوق الجماعة إلى نهاية الثمانينيات عندما عاد من لندن وعرّفه مصطفى مشهور بحسن مالك ليتعاون مع الحاج أحمد حسنين في إدارة أموال الجماعة، وبعد فترة من الزمن وبسبب مرض حسنين أسندت مهمة إدارة الصندوق بالكامل للشاطر. 

وظل مشهور يدعم فكرة إدارة الشاطر لصندوق الجماعة بعيدا عن العيون تحسبا للملاحقة الأمنية لأموال الإخوان ومصادراتها حتى تحول الأمر إلى حق مكتسب للشاطر. 

ويروي أحد مصادر "بوابة الأهرام"، واقعة مفادها أنه بعد انتخاب مكتب الإرشاد في عام 2009 قام الدكتور محمد مرسي أهم رجال الشاطر بالإرشاد بمقابلة الدكتور أسامة نصر، وتحدث معه في أن هناك بعض الأمور يتم إسنادها لبعض الإخوة ثقة فيهم ولتجنب الملاحقة الأمنية "في إشارة لصندوق الجماعة". 

ورد عليه نصر قائلاً: "عندما انتخبت في مكتب الإرشاد لم يبلغوني أن هناك عضو مكتب إرشاد عادي وآخر بشرطة.. سأتابع كل صغيرة وكبيرة لأنني مسئول أمام الإخوة الذين انتخبوني وأمام الله".. بعدها تعرض نصر لحملة تشويه شرسة كان أبرز ما قيل فيها "إن نصر استخدم أموال الجماعة في أمور شخصية"، حتى دُفع إلى السفر والاستقالة من عضوية مكتب الإرشاد. 

ووفقا لمصادر "بوابة الأهرام"، استخدم الشاطر أموال الجماعة في شراء الولاءات لأعضاء التنظيم ليحجم من أي صوت معارض، حيث دخل الشاطر في شراكات مالية مع معظم أعضاء مجلس الشورى العام وأعضاء مكتب الإرشاد ومسئولي المكاتب الإدارية.. وبهذه الطريقة هيمن على صناعة قرار الجماعة.

بوابة,الأهرام,ترصد,صعود,الشاطر.. , www.christian-
dogma.com , christian-dogma.com , بوابة الأهرام ترصد صعود الشاطر..

ليست هناك تعليقات: