الخميس، 4 يوليو 2013

الأخوان تجار بقالة مهرة

نعم الحق لابد أن يقال
كنا مخدوعين بجماعة الأخوان, ولن نكتشف حقيقتهم ألا بالتعامل المباشر معهم وليس الأعتماد على السمع وعلى الوعود وعلى كرمهم في أنتخابات مجلس الشعب 
تهافتت جموع الشعب المؤمن بالله بعد ثورة الخامس والعشرون ليسلموا بلدهم لهؤلاء المؤمنون بالله والذين كانوا يتغنون دائما أنهم لو مسكوا الحكم فسينعم الجميع بالرفاهية وسيعم الحب الجميع وستنهض مصر ومكانتها بين دول العالم والعدل ربوع البلد, كانت هذه هي أحلام المواطن البسيط أن يجد لقمة عيشه سهلة ميسرة وحريته مصونه فتسابق ليختار هؤلاء حافظى كتاب الله والذين يصلون ولا يخلفون صلاة
وبدل أن يحصل المواطن البسيط على أقل الوعود, حصل على نقيضها, وكانت الوعود قبل الحكم شئ وبعده العكس, وأكتشف الشعب حقيقة هؤلاء المؤمنون, أكتشف أنهم غير مؤمنين بل متظاهرين ومدعين بالدين بل تجار دين, يتكلمون بما قال الله والرسول ليحصل من هذا الشعب على مايريد وعندما يتم ما أراد لا مانع عنده ليس فقط لتجاهل هذا الشعب بل أيضا لضربه على قفاه
كان ولابد أن يجرب الشعب هذا الحكم, وعصر الكثير منهم الليمون ليتقبلوا هذه الجماعة المدعية بالدين, ولكن الأكثر كانوا رافضينه لقناعتهم ومعرفتهم بحقيقتهم ولكنهم قالوا فلنجرب وأهي كلها أربع سنوات نتحملها لو كانوا مش على المستوى, ولوخاب ظنهم ونجحوا يبقى خير وبركه
وفوجئ الشعب كله بمدى كذبهم وغشهم وطمعهم وفوق هذا مدي فراغهم من أي مشروع تنموي أو ثقافي وكل مايفهموا به هو تجارة الصفقات, يشترى أو يستحوذ الواحد منهم على محل أو عقار يطمع فيه فيخطط ويبدع في الفكر والمكر والخداع والتظاهر والتودد باسم الدين لمالكه ليقنعه ببيعه أو حتى يتوعده ويهدده لو فشل اللين, ولا يشغل بالهم حتى لو أكتشف البائع أنهم خدعوه, لأن البيعة تمت ولن يستطيع أن يسترد ما باعه ولت تهتز لهم شعرة لو حتى مات مقهورا على أكتشافه الخدعة وعلى مافقد وظنوا أنهم سينجحون بهذا الفكر وهذا الأسلوب في أدارة مصر كما نجحوا في تجارتهم وحققوا الأرباح الهائلة بهذا الأسلوب, 

أول ما تولوا الحكم ظنوا أنهم تملكوا مصر والتي هي في نظرهم صفقة مثلها مثل محل البقالة حصلوا عليها بنفس الأسلوب المتبع في صفقاتهم أسلوب الغش والخداع والكلام المعسول والوعود الكاذبة الخادعة, وأكتشف الشعب أنه خدع, وهم لم يخجلوا أن يكشف الشعب خداعهم, لأنه في عرفهم أنها شطارة, ووجد الشعب أنهم يخططون لتحويل مصر التي أعطى لهم حق أدارتها لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد لأربع سنوات أخرى لو نجحوا في المدة الأولى وجد أنهم يلهثون في تحويل عقد الأدارة إلى عقد تملك وتوريث لأبنائهم وأحفادهم وعشيرتهم دون أعتبار لأي فرد من الملاك الأصليين واعنى بهم الشعب
نسوا أو تناسوا أنهم موظفون أداريون لحساب المالك وتوهموا أنهم تملكوا البلد للأبد أو على أسوأ الفروض لجيل أو جيلين فلم يلتفتوا لمعاناة الشعب, ولا لأملاكه التي أستولوا عليها, ولكنهم قسموا الصفقة ووزعوها على جماعتهم و خططوا ودبروا لأكمال ما بداؤوه بالأستيلاء على مفاصل الدولة لتكون بيعه للأبد بدون رجعة, وفي شهور قليلة أستولوا على مجلس الشعب والشورى والوزارة والمحافظين ولا يهم كيف ؟ أنه نفس الأسلوب الذي يتقنوه دائما ولا يعرفون غيره, أسلوب الخداع والغش والتزوير والتهديد والوعيد والمكائد ومكملين مع باقي المؤسسات وأهمها الشرطة والجيش والقضاء, وبعدها قل على البلد السلام
وقرب الأحتفال بمضي سنة على تولى مرسي الحكم وجلس كل طرف مع نفسه (البائع والمشتري أعني الشعب والأخوان) يراجع مكاسبه وخسائره, بالطبع الأخوان كانوا راضون وممنين نفسهم بأكمال الأمال بحلول السنة الثانية تكون الشرطة والجيش والقضاء رهن أشارتهم تأتمر بأمرهم, أما الشعب وجد نفسه مثل البائع الذي باع محل البقالة الذي يملكه للشاطر بعد أن خدعه الشاطر بأسم الدين وبحلاوة كلامه وبملاحقته وبدعواته وبزياراته ليتنازل له عن مبلغ رهيب بل ليقبل ببيعه المحل أصلا وهو الذي لم يرغب ولم يفكر ببيعه حتى وافق ومنى البائع نفسه أنه سيكسب صديق جديد عوضا عن المحل يصليا ويسهرا سويا ليساعده في كسب دنياه وأخرته وعندما تمت الصفقة لم يراه كما أعتاد أن يراه يوميا يأتيه فذهب له لمكتبه الفخم ولم يكلف الشاطر خاطره بمقابلته بل منعه الحراس من الدخول ونهروه وقالوا له مش انت بعت عاوز ايه تاني ماتغور تشوف لك حتة تلمك بعيد عننا وصدم الشعب نفس الصدمة ولكنه لم يأخذ وقتا ليحسم أمره فقام الشباب المثقف الواعى المتعلم المطلع على العالم وعلى أخباره والذي قام بثورة يناير 2011 وهو يمني نفسه بالحرية والحياة الكريمة فكان شعاره حرية كرامة عدالة والتي سرقها الأخوان ليكون شعار حزبهم حزب الحرية والعدالة كما أعتادوا على السرقة 
خرج هذا الشعب في 30 يونيو أضعاف ما خرجوا في 25 يناير ليسترد أدارة بلده ممن أغتصبوها ليعين لأدارتها موظف كفء يرعى عمله وعلى هذا الموظف أن يعي جيدا أنه ليس فرعون جديد, لأن زمن الفراعنة أنتهى, وعليه أن يفهم أنه سيحاسب جيدا من المالك الأصلى وهو الشعب ولن يرحمه لو قصر في عمله, ولن يتم هذا بدون سلسلة من الأجراءات, دستور ينص في مواده على الحرية والكرامة والعدالة لكل أفراد الشعب بدون تمييز لدين أو عرق أو جنس لأننا في دساتيرنا القديمة مميزين بمسلم ومسيحي ومميزين بقاهري وصعيدي وفلاح وسيناوي وعرايشي    بل مميزين أيضا بالرجل والمرأة فنحن مميزين بالدين والعرق وبالجنس أيضا, يعني فينا كل العبر, لو أصلحنا هذا فتأكدوا أننا سنصبح من أغنى الدول ليس فقط بالمنطقة بل بالعالم كله لأن ثروتنا هي هذا الشعب المصري المبدع الذكي وصيته في كل مكان عمل به في أي دولة بالعالم

ليست هناك تعليقات: