الجمعة، 10 مايو 2013

آسفين يا مرسي - مصطفى بيومي


السيد الرئيس الدكتور محمد مرسي، حفظه الله، مثقف من طراز فريد، وتتسم لغته، عربية كانت أم إنجليزية، بالدقة والرقة، أما عن رؤيته الواعية الشاملة، التي تجمع بين خلاصة الإنساني والعلمي، فحدث ولا حرج، وبخاصة في المرحلة التاريخية النهضوية التي نعيشها، حيث لا حرج على أي إنسان.
في زيارته لباكستان والهند، استطاع السيد الرئيس الدكتور، حفظه الله، أن يبهر العالم، ويجعل من ولاية مصر المحروسة قبلة الأنظار، فعلى الرغم من بعض الأزمات الصغيرة التي تعانيها ولاية مصر، ويبالغ الليبراليون والعلمانيون واليساريون والملحدون في تضخيمها، نوى الرئيس المفدى وتوكل، وأقلع بالطائرة الرئاسية في رحلة شاقة، ليفيض بعلمه وثقافته على القارة الآسيوية التعيسة، ويزرع في أعماق شعوبها شعورًا بالمرارة والحسرة، فهم المحرومون من زعيم في مثل حكمته ووعيه، وهم الحالمون باليوم الذي يفتح عليهم الله فيه برئيس شجاع يشبهه، لا يرتدي الواقي من الرصاص، ولا يتورع عن الخروج إلى أهله وعشيرته، في ميدان التحرير وأمام قصر الاتحادية، ليعلن أنه رئيس للجميع، ولا يسمح لبعض المتطرفين من مؤيديه أن يحاصروا المحكمة الدستورية العليا، أو يضيقوا الخناق على مدينة الكفر والإلحاد، المعروفة على سبيل الخطأ باسم مدينة الإنتاج الإعلامي.
ثقافة الرئيس تتجلى بأجمل معانيها في تسامحه غير المحدود مع الأوغاد من أعدائه الموتورين. يتظاهرون ضد سياسته الرشيدة، فلا يقابل الإساءة إلا بالإحسان، ويطالب وزير الداخلية بضبط النفس وتجنب إراقة الدماء، فإذا سقط عدة عشرات من القتلى، كلهم أو جلهم من البلطجية المأجورين، لا يتورع – حفظه الله- عن التعالي فوق الجراح، والمبادرة بتقديم ما يشبه العزاء، مسلحًا بروح المرح والدعابة، واصفًا أهالي ضحاياه بأنهم "كسيبة" يستحقون الحسد، ولا يعيبهم وجود المهربين وثلة من المعارضين.
ثقافة الرئيس الدكتور محمد مرسي، حفظه الله، ليست سفسطه نظرية أو قراءة لمجموعة من الكتب الحافلة بالمفاسد والهرطقات، كما هو الحال عند المتفذلكين من المنكفئين على ثقافة الغرب الكافر، فهو من المدرسة التي تعتبر الثقافة سلوكًا عمليًا ورؤية شمولية وحنانًا فياضًا ودموعًا تنهمر قبل النوم وبعده.
الخلاف المهذب مع الدكتور الرئيس، حفظه الله، لا يعني التطاول وإساءة الأدب، وعندما يتهور واحد من الدكاتره مستعرضًا عضلاته الصناعية، ويعترض على نطق الأسماء وخلل المعلومات وتهافت التصنيفات، فإنه – غفر الله له- يسئ من حيث لا يدري إلى الولاية المصرية كلها، ويصر على تشويه الرموز التي يعيش ملايين البسطاء تحت مظلة ما يبثونه من بركة ونهضة.
لقد أغراني الشباب الغض في سالف الأيام، بكل ما فيه من نزق وغرور وطموح مهلك، بقراءة بعض ما كتبه الأخ يوسف زيدان- غفر الله له ولنا- من كتب ودراسات وروايات، وكلها حافل بالتشكيك في الثوابت، والطعن في الرواسخ، والتحريض على فتنة التفكير والعياذ بالله.
سبحان الله! واحد من الرعايا الأمنين في عصر النهضة التي لا يغلبها غلاب، يجترئ على مقام الوالي، حفظه الله، ثم لا يجد من يتصدى له ويعترض، بل تفتح له وسائل الإعلام المضللة أبوابها، وتهلل لما يكيله من اتهامات وافتراءات وأباطيل، وتشاركه السخرية والاستهزاء، مدفوعين إلى سلوكهم الأعوج المشين بحكمة الرئيس الدكتور، حفظه الله، وتسامحه المعروف بأنه بلا ضفاف.
آه لو أن يوسف زيدان هذا قد كتب ما كتب في الستينيات، وما أدراك ما الستينيات، أو في السبعينيات، وما أدراك ما السبعينيات، إذن لغيبته السجون والمعتقلات، وتعرض لصنوف شتى من الأذى والتنكيل، لكنه يستعرض عضلاته متيقنًا من أن الوالي العادل لن يغضب أو يحتد، ولن يعاقب المسئ بما يستحقه من تأديب.
يعلم الله أنني لست منافقًا عندما أقول بأعلى صوت أن السيد الرئيس الأستاذ الدكتور محمد مرسي، حفظه الله، هو الحلم الذي طال انتظاره، فلا غرابة في أن يتربص به من يكرهون الخير لولاية مصر المحروسة، ولشعبها الطيب الذي يعيش في البولهنية والرخاء.
ربنا لا تؤاخذنا بما يفعل السفهاء منا.
اللهم إليك نبرأ من بعض المحسوبين علينا، فهم لا يضمرون لنا إلا الشر والكراهية. وعلى الرئيس الدكتور، حفظه الله، أن يثق في محبة سكان الولاية له وإيمانهم بحكمته وعدله، واستنكارهم لما يفعله أدعياء الثقافة من الموتورين.
آسفين يا ريس!. 

ليست هناك تعليقات: