الجمعة، 10 مايو 2013

إدارة مرسي الفاشلة - مصطفى بيومي


لا يتوقف الرئيس محمد مرسي عن البرهنة اليومية على أنه إداري فاشل بامتياز غير مسبوق، ولو أن ألد أعدائه هو من يشير عليه بما يصرح ويفعل، لما استطاع أن يقوده إلى هذا المستوى الرفيع من الفشل.
أحداث الفتنة في منطقة الخصوص كارثة بكل المقاييس، وما ترتب عليها من نتائج وتداعيات كارثة أخرى لا تقل هولاً، لكن الرئيس لم يفعل شيئًا لمواجهة الأزمة الخطيرة التي تهدد ما تبقى من تماسك وطني، فهو لم يفكر في التحرك الإيجابي السريع، وتعامل مع الأحداث- كالعادة- بقدر كبير من البطء واللامبالاة، وعندما وصلت الأمور إلى الذروة، وتعرضت الكاتدرائية لإهانة تخدش مكانتها كرمز لا ينبغي المساس به، فوجئ الجميع بتصريح السيد عصام الحداد، مستشار الرئيس للعلاقات الخارجية، يقول فيه إن الأحداث مؤسفة، وأن حشود المشيعين المسيحيين هم من بدأوا أعمال الشغب والعنف، ودافع الحداد عن موقف الشرطة التي مارست "ضبط النفس" وفقًا لتعليمات الرئاسة!
هل يتصور الحداد أن تحليلاً كهذا يطفئ نيران الغضب أم يزيدها اشتعالاً؟ هل يتوهم أن مثل هذا التبسيط المخل سيضع نهاية لأجواء التوتر والاحتقان؟
الحداد، طبيب التحاليل، يقدم تحليلاً مغلوطًا مدمرًا، ولا يتصدى للإجابة على الأسئلة الحائرة، وفي مقدمتها: ما السر في إهمال الرئاسة للكارثة؟ وكيف يبادر الرئيس بزيارة طلاب الأزهر الذين أصيبوا بالتسمم في المدينة الجامعية، ولا يفكر في زيارة الكاتدرائية لتقديم العزاء وتهيئة المناخ للتوافق الذي لابد أن يبدأ نفسيًا قبل الشروع في خطوات مادية؟
الرئيس وجماعته يتركون دعاة التطرف والفتنة الطائفية بلا كلمة عتاب، ويحيلون الأزمة إلى غضب المشيعين وكأنهم من صنعوا الأزمة. إدارة مرسي تقودنا من فشل إلى فشل، والإخوان المسلمون يلعبون بالنار، ولا يتورعون عن التضحية بالوطن في سبيل ما يتخيلون أنه مصلحة الجماعة.
الأزمة سياسية واقتصادية واجتماعية وتشريعية وأمنية، وليس من المنطقي أن يتحدث أحد عن إعطاء الرئيس فرصة للعمل، فمثل هذه الفرصة لا نهاية لها إلا نهاية الوطن نفسه.

ليست هناك تعليقات: