الجمعة، 29 مارس 2013

بداية النهاية


 بداية النهاية

مارجريت عازر 
عندما سمعت خطاب الرئيس يوم الأحد الماضى فى لقائه مع رموز نسائية تخيلت أن الرئيس سوف يطرح مبادرة حقيقية لتحسين أحوال المرأة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، فكنت شغوفة لمعرفة المبادرة التى تخص المرأة.. وانتهى الخطاب ولم أجد أى تعبير يفيد أو يساهم فى تغيير أحوال المرأة، بل أحسست بالاقتراب من كارثة ودخولنا فى سيناريو الاعتقالات.. وها هو قد تم فى اليوم التالى لخطاب الرئيس ضبط وإحضار العديد من النشطاء السياسيين والشباب الذى ساهم بجدية فى ثورة 25 يناير دون مزايدة أو ادعاء كغيره من التيارات والفصائل... وأنا أعرف العديد منهم شخصياً ودورهم القوى الذى ساهموا به فى تلك الثورة المجيدة، هل يعقل أن تتم تصفية الحسابات بهذا الشكل لمجرد الاختلاف أو الاعتراض على سياسات فاشلة لم يرَ منها المواطن المصرى إلا التدهور فى كافة المجالات؟ هل يجوز لرئيس الجمهورية فى خطابه إلى الشعب أن يهدد بالأحكام الاستثنائية وحبس المعارضين؟ هل يجوز لرئيس الجمهورية أن يكيل بمكيالين؟ فهو يرى فى تظاهر المعارضين أنه تظاهر غير مشروع وغير سلمى، ويرى فى حصار مدينة الإنتاج الإعلامى والاعتداء على الإعلاميين وضيوف المدينة من الشخصيات العامة شيئاً مشروعاً. وكيف يتم ضبط وإحضار المعارضين والتجاهل التام لهؤلاء الإرهابيين الذين يعتدون على المواطنين الآمنين بغض النظر عن كونهم نساء أو رجالاً دون مراعاة لأى تقاليد وأعراف وأخلاق المصريين التى تخاف على المرأة وتحميها، خاصة أن من التقاليد المصرية أن الرجل لا يتطاول على المرأة لا باللفظ ولا باليد فما بال الذين يدعون التدين والالتزام الأخلاقى وهم يروعون النساء المترددات على مدينة الإنتاج الإعلامى، سواء من العاملات فى المدينة أو الضيوف، وهذا ما حدث معى ومع الإعلامية القديرة السيدة ريهام السهلى. سيدى الرئيس، ألم ترَ أن الشهداء والمصابين من المتظاهرين فى عهدك أضعاف ما حدث فى النظام السابق؟. لقد توجهت بالزيارة إلى ابننا العزيز أمير عياد ووجدته فى حالة سيئة جداً، حماه الله وشفاه، وهذا ما تم فعله مع ابننا الشهيد محمد الجندى، رحمه الله. هل يعقل أن يتم ذبح أبنائنا وسحلهم وتكسير عظامهم وإلقاؤهم فى الشارع عرايا فى عهد رئيس منتخب كما تتشدقون؟ هل صندوق الانتخابات حصانة لكم فى فرض الأحكام الاستثنائية والتهديد بحبس المعارضين وليس التزاماً بمصالح هذا الشعب؟ هل أنتم راضون وسعداء بإدارة مصر بهذه العشوائية؟ ألم تروا أننا فى كارثة وفى انهيار، أم إننا فى بداية النهاية؟..

ليست هناك تعليقات: