«امنحوا الرئيس المصري محمد مرسي الإشادة التي يستحقها، في أغسطس، وبينما كان العالم يغلي بسبب سوريا، ويتحدث عن المرشحين للرئاسة الأمريكية ويشاهد أوليمبياد لندن، أدار مرسي بسلاسة، أكبر تطور في تاريخ مصر منذ اغتيال الرئيس السادات في العام 1981..» هكذا تبدأ مجلة «ذا ترمبيت» الأمريكية تحليلا مطولا في عدد أكتوبر/نوفمبر، الذي تضمن تغطية خاصة لمصر، تؤكد فيه أن مرسي «فرعون جديد». وقالت المجلة في التحليل الذي كتبه «براد ماكدونالد»، إن مراقبة مرسي وهو يعمل كانت مشهدا جديرا بالمشاهدة، ففي غضون أسابيع قليلة قطع تحالف القاهرة مع واشنطن الممتد منذ 3 عقود، واستعاد السيطرة على الحكومة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وأعطى لنفسه السلطة للتأثير على الدستور الجديد وجعل من مصر حليف إيران الأقوى في المنطقة، بعد عناقه مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، ووضع قناة السويس والبحر في يد إيران والمتشددين الإسلاميين، وبدأ في استمالة الصين لتحل محل الولايات المتحدة في مصر وأهان اتفاقية السلام التاريخية والمحورية مع إسرائيل، فعل كل هذا قبل أن يتجاوز عمر رئاسته الشهرين وماذال يواصل عمله. وتشير «ذا ترومبيت» إلى أنه على الصعيد الجيوسياسي، فإن مرسي غير ميزان القوة بالكامل في الشرق الأوسط، وبلغة تنبؤية، فإنه دفع المنطقة والعالم خطوة عملاقة نحو حرب عالمية ثالثة. وقالت المجلة إن أول خطوة كبرى قام بها مرسي، كانت في 12 أغسطس عندما أطاح بجنرالات المجلس العسكري الكبار، وزير الدفاع ورئيس الأركان وقادة البحرية والدفاع الجوي وسلاح الجو، وتضيف المجلة أنه هؤلاء جميعا كانوا مراكز ثقل ومتبقين من عهد مبارك وكانوا نسبيا مؤيدين للغرب ووسطاء بين مصر وأمريكا، والأهم أنهم كانوا بمثابة مراكز ثقل سياسية وإيديولوجية مضادة لمرسي والإخوان المسلمين، لكن حائط الصد هذا سقط الآن. وتضيف المجلة أن المعلومات عن من خلفوا هؤلاء القادة العسكريين في مناصبهم «نادرة» لكن حقيقة أن مرسي اختارهم بنفسه، ترجح أن الإخوان دققوا في اختيارهم، وتشير إلى أن «وزير الدفاع الجديد عبد الفتاح السياسي، يقال إنه إما أنه عضو بالإخوان أو لديه علاقات وثيقة بها، لكن الشيء الوحيد المؤكد هو أن مرسي استأصل نفوذ خصومه جذريا». وتنقل المجلة عن الدكتورة زينب أبو المجد إن «هذه لحظة تحول كبرى في تاريخ مصر.. مصر الآن دولة إخوانية، الإخوان الآن في سيطرة كاملة على مؤسسات الدولة.» ومضت المجلة للقول إنه بعد أن تخلص مرسي من خصومه السياسيين واستعاد سلطاته السياسية، فإنه لم يضيع وقتا لكشف ما يخطط للقيام به حيث كشف النقاب عن أهداف سياسة مصر الخارجية الجديدة، حيث زار السعودية لحضور قمة طارئة، وأظهرت لقطات تليفزيونية الرئيس وهو يعانق نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد، وتقول المجلة إن هذا المشهد ليس هينا، فهي أول مرة منذ أكثر من 30 عاما يتعانق فيها زعيمان مصري وايراني بهذا الشكل! ولم يكتف بهذا بل سافر إيران لحضور قمة عدم الانحياز. وتضيف المجلة أن انجذاب مصر تجاه إيران هو تطور يغير اللعبة بالنسبة إلى إيران والإسلاميين المتشددين، فمصر هي أكبر بلد عربي، وتمتلك مخزونا هائلا من الأسلحة الأمريكية الصنع والمتطورة، وهي تتحكم في أهم طرق بحرية في العالم، ولها حدود مع الدولة العبرية، والآن بفضل مرسي، يمكن لإيران أن تعول على مصر كصديق وحليف. وختمت المجلة بالقول: راقبوا مصر عن قرب، محمد مرسي نزع عنه عباءة الاعتدال وأسفر عن شخصيته الحقيقية وهي أنه رجل يكرس نفسه للإخوان المسلمين ومعاد للديمقراطية ومعاد لإسرائيل والغرب، وإسلامي متشدد مصمم على أن يدير عملية نهضة إسلامية في مصر وتحويل مصر لدولة إسلامية متشددة، هذا هو الرجل صاحب المهارة والسلطة المطلوبة لإشعال حرب عالمية!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق