الخميس، 3 مايو 2012

شعب مصر يفهمها قبل أن تطير بالفطرة

للكاتب صادق حامد شاكر
كل من ينظر لأحداث مصر هذه الأيام يتعجب ولا يصدق ماتراه عيناه أو تسمعه أذنه, ببساطة لأنها أحداث غريبة وكلمات غريبة عن سمع وبصر الشعب المصري, ولكن من طيبة هذا الشعب أن معظمه منقاد ومسيس على طول الزمان ومازال, ولكن الفرق قبل ثورة 25 وبعدها, أنه قبل ثورة 25 كان مقاد ومسيس بقادة النظام القوي, لأن هذا الشعب يحب أن يلتف حول القوي ليعطيه القوة, أما بعد ثورة 25 يناير لم تعد السلطة ولم يبقى القوي, وظن هذا الشعب المسكين أنه أصبح هو القوة, لدرجة أن الشباب الساذج, الذي يستخدم حنجرته أكثر من مخه ظن أنهم يستطيعون تغيير الأحوال بأصواتهم فقط, وقتما يشاؤون كما أوهمهم الأعلام الكاذب وكما يقودهم الأسلاميين, ولكن الأسلاميين يتخذونهم وقود ووسيلة لهدفهم في الأستيلاء على الحكم بجانب وسائل أخرى مثل أفتعال الحرائق والمصائب التي تقع كحرق الكنائس مثلا كوسيلة للضغط ولي الذراع والتوجيه بل أمر النظام القائم بما يريدون لصالح مخطط موضوع سلفا ويسير في طريقه وعند كل مطالب نجد المظاهرات والقتل من الطرف الثالث المجهول والذي يعلمه الأعلام ويعلمه المجلس العسكري وتعلمه أجهزة الأمن في مصر وأمريكا والدول المحيطة جميعها
إذن من هو الطرف الثالث؟ ببساطة هم عناصر حماس وحزب الله والقاعدة وهم يعملون لحساب دول ومنظمات بالمنطقة وتجدهم يعملون نفس العمل في كل البلاد الناشطة الثورية, دخلوا البلاد يوم 28 يناير 2011 من الأنفاق بين مصر وغزة, وهم يعملون لحساب دول كثيرة بالمنطقة تريد فرض سيطرتها على مصر وأن يكون لها دور في ولها رجالها في الدولة الجديدة التي تتشكل من هؤلاء الدول, السعودية عن طريق حماس والتي تصرف بدون سقف محدد, وأيضا أيران عن طريق حزب الله والقاعدة من جماعة القسام, ويعملون بحرفة القتال والقتل البارد, فهم مرتزقة نظير أموال مغلفة بسوليفان مفضض اللون مسمى الشريعة ولكنهم جميعا على أستعداد للعمل تحت مظلة الشيطان نفسه وهذا مارأيناه يوم 28 يناير من تغير شكل الثورة والثوار بعد أن كانت ثورة حضارية تذهل العالم أجمع نجد السرقة والقتل والأرهاب للشعب, ألم أقل لك أنهم على أستعداد للعمل تحت قيادة الشيطان شخصيا وبقوانينه, نجد شكل الناس تغير 180 درجة بعد أيام الثورة الثلاثة الأولى حينما أن الأوان لينزل الأخوان لسرقة الثورة, ليسوا هؤلاء من قاموا بالثورة, هؤلاء بلطجية ومجرمين يحطمون الأقسام والسجون ويدمرون مراكزأمن الدولة بتخطيط متقن في وقت واحد يستحيل على مجموعات شبابية عشوائية ان تقوم به ونجدهم في نفس الوقت يلصقون الجريمة للمجلس العسكري تارة والفلول تارة بحجة أخفاء دلائل جريمتهم, وأنا لا أدافع عن هؤلاء الحكام لأنهم كان لهم مساؤهم وهو ما دفع الشعب لكراهيتهم وجعل الشباب يقف وراء أي بلطجي يتزعمهم بحجة كراهية هذا النظام السابق والنظام الحالي بحجة أنه من صنعهم, ولكن كيف يترك رجال مبارك أدلة تدينهم وهم كانوا في السلطة أساسا يستطيعون بل يصنعون جرائمهم بدون مخالفة القانون ولكن هناك سبب أخر لحرق السجون وأقسام الشرطة ومراكز الأمن الوطنى وهو أطلاق سراح أصدقائهم وعملائهم والمجرمين لمساعدتهم في عملياتهم القذرة, وأخفاء وتدمير كل الجرائم والأدلة التي تتعلق بالأخوان المسلمين, لأنهم جماعة لا تعمل بالقانون, بل خارجة عليه, لهم أهداف سياسية وفي سبيل تحقيق هذا الهدف فهي لها مخططات كاملة جاهزة ولها أيضا أدوات لتنفيذها من جناح عسكري وجناح أقتصادي, وجناح مخابراتي, وجناح أعلامي, وجناح تعليمي وجناح تأديبي, نعم أنهم دولة كاملة تعمل داخل الدولة بل ضد الدولة لصالح دولتهم المزعومة تحت أسم براق وهو الشريعة الأسلامية, وهم لتحقيق دولتهم الخاصة يستخدمون الأكاذيب ومنها أنهم سيطبقون الشريعة وهذا يدغدغ مشاعر المسلمين, فلا تجد واحد من المسلمين يعترض أو يحاول حتى التفكير ماهي الشريعة وهل القوانين او الدولة التي نعيشها تختلف او لا تطبق الشريعة وماهو الأختلاف, ولا حتى من غير المسلمين لا يستطيع أن يعارض تطبيق الشريعة علنا لأنه سيعتبر من الأعداء لله, وإذا كانت الشريعة صالحة للتطبيق, فلماذا لم تأخذ بها الدول المتقدمة التي تطبق النظريات بغض النظر عن الدين لأنهم دول تعطي الحرية لمواطنها في كل شئ, وتعتبره رشيد يعرف طريقه فلا تحجر عليه بدعوى أي شئ ونحن نسميه أنحلال, على الرغم من هذه الحرية نجد المواطنين هناك الملتزمون خلقيا ظاهرة عامة وغيرهم فهم قلة قليلة, ولكن في مجتمعاتنا نفوقهم دعارة وشذوذ وجنس محارم أضعاف أضعاف وربما طال كل بيت ولكن في الخفاء, وطالما أنه في الخفاء فنحن أحسن منهم هؤلاء الذين لا يخفون شئ, ولا يخجلون من شئ, لأن الأبيض ظاهر عندهم للكل والأسود ظاهر وعلى المرء أن يختار
إذن مانراه الأن سببه الأسلاميين, الذين يلتف حولهم الغوغاء والدهماء, وكلمة غوغاء من غاغه وهي كلمة قبطية معناها هيصة ودوشة وهما كلمتان أجنبيتان بالمناسبة وليستا عربيتان أما كلمة دهماء بمعنى أنهم يتصرفون بدون تفكير مثال داهمني الوقت بمعنى أني يجب أن أنجز سريعا, وهذا مايفعله الشباب وراء الأسلاميين بقيادة القاعدة ورجال حزب الله ورجال حماس, وأمريكا من تمنت حدوث هذا حينما قال بوش مصطلح فوضى خلاقة بالمنطقة, وحدثت الفوضى بقيام الثورة والتي لم تكن تتوقعها الأخوان ولذلك لم تشارك في قيامها ولكنها سرعان ما تلقفتها, ولكن لماذا الفوضى؟ ومن في مصلحته هذه الفوضى؟ أنهم  الأخوان المسلمين وحدهم, كما فعلوا الفوضى بالعراق (لأنهم جماعة دولية مثل عصابات المافيا ولكن أخطر), هل تذكر عمرو سليمان حينما جاء نائب رئيس؟ أول أجتماعاته كانت مع الأخوان المسلمين, لأنه يعلم أنهم القوة الوحيدة التي تخيف والتي يجب أن يعمل حسابها, وأن السلطة السابقة كانت تعمل حسابها أيضا وترضيها أحيانا, وهل تتذكر أن المجلس العسكري أول ماجلس جلس مع الأخوان؟ وبعدها ظهر السلفيين, الذين أعتبرهم قسم من الأخوان لا فرق بينهما, بل أني أحسبهم جناح للأخوان تكتيكي لتوزيع الأدوار للأستيلاء على الحكم وتوزيع السلطة بين غالبية ومعارضة في العلن ولكن متفقة في الخفاء, وقد سبق ورأينا هذه التمثيلية مع نظام مبارك
هل تتذكر متى كانت تحرق الكنائس وأنابيب الغاز وقتل المتظاهرين في الأحتجاجات؟ عندما يكون المجلس مجتمع مع الأخوان يتفاوضون, وعند توزيع السلطة وعند الأنتخابات والأن هل ترى؟ حريق السويس, قتل المتظاهرين من جماعة حازمون (أسلاميين يقتلون أخوتهم لتنفيذ المخطط الأسلامي ويصبحوا شهداء فتوى شرعية), محاولة حرق محطة بنزين بالعباسية (ونحمد الله انه لم يتم لأنه كان سيدمر كل المنطقة وهذا لا يهم هذه العصابة) هل سمعت عن كشف تخطيط بتفجير سفينة بقناة السويس؟ كل هذه محاولات للضغط على المجلس العسكري لكي يوافق على حل الوزارة قبل الأنتخابات لكي تكون وزارتهم التي سيكونوها من رجالاتهم التي ستساعدهم في تزوير أنتخابات الرئيس, ولكن المجلس يرفض بشدة تنفيذ هذا الأمر ويطالب بتأجيله لبعد الأنتخابات ولذلك نرى قوة الأسلاميين التخريبية والعسكرية تزداد, وربما تتسائل هل الجيش ضعيف؟ بالطبع الجيش ليس بضعيف, ولكنه غير مؤهل على حرب العصابات والجماعات والكمائن بداخل السكنات, وأيضا هو حذر من كشف دور الأسلاميين لئلا تأتي بنتيجة عكسية وتقوم حرب أهلية بالوطن وربما أنقلاب داخلى بالجيش, لأن الجيش به أخوان أيضا, ولا ننسى دور الجيش في أغتيال السادات بيد الأخوان لكل ذلك أنا أرى أن المجلس العسكري يقوم بدور رائع وسوف يكتب عنه التاريخ فيما بعد أن تنكشف هذه العصابة للشعب
أتمنى من كل قلبي أن أرى شعبي المصري الهادي بدل الغوغائي وأن أراه حويط ذكي بدل من نعته بالدهماء, وأنا أعلم أن غالبية شعب مصر كذلك وهم من يسمونهم حزب الكنبة, وأنا لا أتفق مع هذه التسمية لأن هذه التسمية توحي بأنهم لا يبالون, ولكني أعلم أنهم من الذكاء يتفحصون ويتدبرون ليتخذوا الخطوة الصح, أرجوكم حان وقت أتخاذكم القرار, طالبوا المرشحين بأعلان برامجهم وأسئلوهم في تفاصيل ما سوف ينفذونه في المشاكل المحيطة, لا تختاروا المرشح فقط لأنتمائه او لأسمه, أختاروه لما سيقدمه للبلد, أبتسم عندما أستمع لمرشح من المرشحين يقول المشاكل التي يعلمها جميع افراد الشعب, وأنه سيحل البطالة في مائة يوم, ولا يقول لنا كيف, هل يملك عصا سحرية؟ كلمة كيف هذه التي يجب أن تسمعها منه والتي يجب أن تستخدمها وتسأل فيها, ربما لا توافق على كيفية حل مشكلة, مثل خيرت الشاطر الذي أراد أن يؤجر قناة السويس لقطر لمدة 99 سنة ليحل المشكلة الأقتصادية تماما كما باع الخديوي أسماعيل 170 ألف سهم حصة مصر لقناة السويس باعهم لبريطانيا سنة 1875 ليغطي ديون مصر وقتها, ربما هذا كان حل من وجهة نظر الأخوان والأسلاميين لأن قطر المسلمة ليست بريطانيا الكافرة, ولكن هل كنت ستوافق عليه؟ أيضا خيرت الشاطر الذي دمر رجاله الأمن في مصر يريد أن يتولى نفس هؤلاء الرجال الذين ينتمون ألى الجناح العسكري لجماعة الأخوان وأقول ثانية أنهم هم أنفسهم الذين دمروا الأمن بمصر وسرقوا الشعب وطافوا بالشوارع والأحياء يرهبون وينشرون الذعر والقتل يريدهم أن يتولوا الأمن, هل كنت ستوافق لو علمت؟ ولكن إن لم يعلن برنامجه وكيفية التنفيذ كيف كنت ستعلم وأنت ربما أخترته فقط لأنه أخواني؟ لهذا السبب أنا لن أختار واحد من الأسلاميين لأنني أفهمهم وأعرف برنامجهم المعلن والخفي لأنهم يعملون بوشين لحين أن يتمكنوا ساعتها سترى الوجه الأخر, ولو أني كنت أتمنى نجاحهم ليفضحوا أنفسهم للشعب وللعالم, ولكن لا أظن أنهم سينجحون لأن الشعب فهمهم في وقت قصير لأنه شعب واعي يفهمها بالفطرة قبل أن تطير

ليست هناك تعليقات: