الأربعاء، 1 فبراير 2012

المنهراوى والمستكاوى


بقلم جلال عامر
 عندنا فى الصحف باب ثابت للتعارف، لكننا لا نتعرف على بعض، وقد شاهدت معظم أفلام «طرزان» من أول «جونى ويسمولر» الذى ظل يصرخ (ها. ها) ليستدعى «شيتا» حتى وهو يرقد فى المستشفى وهو فى التسعين وصولاً إلى «إسماعيل يس طرزان»، ولاحظت أن العناوين تختلف، لكن ما يجمعها أن «طرزان» كان عارياً. ولو علم الناس أن الأحزاب تختلف أسماؤها لكن يجمعها عشق الرأسمالية المتوحشة وبلد طرزان ما اختلفوا على المدنى والدينى والتايوانى والصينى. فبعضنا يعانى من نقص «الكالسيوم» وبعضنا يعانى من نقص «المعلومات».. والدول المتخلفة تجمع معلومات عن مواطنيها أكثر مما تجمع عن أعدائها، فأنا واثق أن أجهزة الأمن تعرف خال أم جدى ولا تعرف الاسم الرباعى لـ«نتنياهو».. والمعرفة موجودة فى كل الفروع لكن هناك علماً قائماً بذاته عن المعرفة، نصيبنا منه هو القول المأثور «كُتر السلام يقل المعرفة»، فنحن عادة «نجمع المعارف» بمعنى «نلم الشلة»، لذلك يقال إن معلوماتنا كشعب عن إسرائيل وقت الخصام كانت أكثر من معلوماتنا وقت السلام، مع أنها لاتزال هى العدو المحتمل فى أيام الرئيس المحتمل، ومنذ زمن «أزرع كل الأرض مقاومة» حتى زمن «أزرع كل الأرض حشيش» لم نقارن بين مشروعاتنا فى سيناء ومشروعات إسرائيل فيها، وعمار يا مخ خراب يا دنيا.. فهل تظن أن أحداً يعرف عدد المصريين الموجودين فى الخارج، صدقنى ولا حتى عددهم فى «طنطا».. قبل البحث عن الجناة البحث عن المعرفة، وأتذكر أن مجلة «روزاليوسف» أرسلت ناقدا رياضيا اسمه «المنهراوى» ليتابع دورة الألعاب الأوليمبية فى «مونتريال»، وعاد ليكتب تقريرا فى خمس كلمات (مونتريال.. سلام مربع مع مونتريال) مما دعا أستاذنا نجيب المستكاوى لأن يقول له: (يعنى طيارة رايح وطيارة جاى وشهر فى الفنادق لتقول سلام مربع، ما كنت تقولها من هنا). وأظن أن معظمنا لا تزيد معلوماته عن إسرائيل على معلومات «المنهراوى» عن «مونتريال» (إسرائيل.. سلام شامل مع إسرائيل)..عدوك ليس السلفى أو القبطى أو اليهودى، لكن عدوك فى الداخل هو الجهل وفى الخارج هو إسرائيل.. فاعرف عدوك. والجهل عارفينه كويس فاضل إسرائيل. galal_amer@hotmail.com

ليست هناك تعليقات: