السبت، 14 يناير 2012

عودة جيش النكسه






بقلم: عزت مليكه


عندما كنت طفلا صغيرا أستعد لأجازة الصيف فى شهر يونيو 1967  وصل لسمعى من الراديو صوت أحمد سعيد الصارخ " أبشرو ياعرب نحن على أبواب تل أبيب " فقفزت فرحا وأخذت أهتف مع أصدقا الحى ( هنحارب هنحارب أسرائيل الأرانب) ومن متابعتى عرفت كم من الطائرات الأسرائليه هوت على الأرض مثل الذباب وتم قتل وأسّر تقريبا معظم الجيش الأسرائيلى وكلها ساعات ونتقابل فى تل أبيب عاصمه أسرائيل المذعومه! والحق فهذا كان متوقع, فاالجيش المصرى من أقوى الجيوش تدريب وخبره. وماذلت أتذكر الفرحه على الوجوه وتخيلى بأنى واحد من هؤلاء الأبطال, خاصه عندما كنت أرى بطوله الجنودالصاعقه فى حرب اليمن من خلال برامج التوعيه فى التليفزيون, لكن شيئى ما غامض يحدث! مثلا أنا فى القاهره والحرب داخل أسرئيل, فلماذا أسمع ضرب المدافع هنا فى شبرا , ومالى أرى  الطائرات فوقنا تطاردها مدافع يتيمه؟ ولكن لفرحتى مع كل من حولى لم أهتم بهذه الأسئله حتى جائت الأشاعات ويالها من أشاعات قاتله ومستحيله بررها البعض بأن اليهود يرمون أخر أوراقهم قبل القفز فى البحر كما هدد الزعيم الذى لايتكلم إلا بلصدق وإذا وعد وفى, ولكن أه من الأعماق ! وبعد مرور أكثر من 40 عام ماذلت أشعر بهذه الأة وأصرخ منها, و تحولت الفرحه إلى كابوس والنصر تحول لهزيمه مر’ّة. وتسائل الناس ماذا حدث فقد مات الألاف من أهلنا  ودمر جيشنا بلكامل وأصبحت أشعر بلخوف والقلق بعدما أصبحت مصر العظيمه فى لحظه بلا جيش أوحمايه, يالها من أحاسيس كئيبه لا توصف. وبدء سيل الفضائح يتوالى, فعرف الشعب أن الجيش برئى من هذه الهذيمه ولكن القاده هم السبب, فقد ظهر الصراع بين الرئيس الأوحد والمشير الذى لايفوق من الملذات بكل أنواعها, وكيف أن المشير الذى رقى بدون استحقاق  قام بترقيه صول إلى رتبه عميد لمجرد أنه أعد شيشه متعمره بلحشيش وعجبت المشير! و أكتشفنا أن معظم القاده مابين فاسد أو عميل أو فى اقل القليل غبى,   


 وأن كل مانراه مجرد أوهام حشاشين وخونه وليس قاده جيش عظيم كجيش مصر. وتحولت العلاقه بين الجيش والشعب الذى هو منه إلى علاقه أحتقار ورفض لكل ماهو عسكرى وماذلت أتزكر نكته قيلت أيامها فقد تشاجر صعيدى مع ضابط جيش فى الأتوبيس فقال الضابط (أحترمنى ياجدع أنا صاغ  – يقصد برتبه رائد-- فأجاب الصعيدى وإيه يعنى ماأنا جزمتى ب99 صاغ—يقصد99 قرش), ولكن بسرعه 


قامت ثوره المصرى الأصيل فأعيد بناء الجيش على أسس علميه تحت  قياده جديده تتشرف بهم أى دوله كبرى, فعرفنا أحمد أسماعيل والجمصى و وعزيز غالى وغيرهم الكثيرين  , وطعم الجيش  بجنود أبطال من الؤهلات العليا والمتوسطه, وتم التدريب الشاق مع تسليح وإن  لم يكن بمستوى تسليح العدو إلا أنه بلقوة والرغبه فى الثأر وتحرير الأرض مع مهاره وعقليه الجنود المؤهلات, تمكن الجيش من سد الفارق التكنوليجى , وماذلت أتزكر قول معلم الطيران لنا فى حصه الطيران بمدرستى الحبيبه الثانويه الجويه   


(لاتوجد طائره فى مصر يمكنها مواجه الفانتوم الأسرئيلى ولا حتى السخوى أو الميراج ! لكن إنشاء الله عن قريب سننتصر لأنها ببساطه معركه حياه أوموت!). وسارت الأيام حتى جاء يوم السبت 6 أكتوبر1973 الساعه الثانيه ظهرا, وكنت وقتها أرتب دولاب ملابسى , صاح صوت الميكرفون باالبيان رقم واحد عن المعركه. وكان أعظم  بيان أسمعه فى حياتى, وأنتصرنا بفضل القاده والتخطيط وقوه وذكاء المقاتل المصرى وكانت موقعه وحصار جزيره كبريت شاهد على ذلك, وعاد الجيش المصرى مرّة أخرى, جيش الوطن وعاد الأحترام والفخر بين أبناء الوطن.


وفى هذا السياق تعلمت فى الجيش معنى أعطاء كلمه الشرف العسكرى فى أى موضوع لأنه شرفى العسكرى دونه الموت, وهذا يعنى أن أقف مع الضعيف وأكون صادق لاأخاف أحدا وأن أحمى المدنيين من العدو مهما كان. فكانت هذه هى العلاقه بين الجيش والشعب.


ويمر الزمان وتتم عمليه السلام مع أسرائيل من منطلق القوه والنديه حتى يوم ما فى سنه 1981 عندما كنت أخدم فى قوات الأستطلاع حينما عرفنا بموت (قلّ قتل) كل قاده الجيش مع أحمد بدوى قائد الجيش نفسه فى حادث سقوط طائره هليكوبتر تقلهم كلهم ماعدا الطيار الذى قفز منها؟؟ ويشهد ألله إنى شعرت بالخوف على مصرنا وأن هناك مخطط للقضاء على جيش النصر وذلك لأنه ممنوع على كل قاده الجيش التواجد فى مكان واحد لدواعى الأمن! فمن له السلطان أن يكسر القوانين لصالحه؟ وقد قام طلاب جامعه عين شمس بمظاهرات ضد السادات أثناء سيره فى الجناز العسكرى صارخين فيه تقتل القتيل وتمشى فى جنازته! ولم يكمل السادات الجناز وأنسحب. ثم تمر الأيام ليصل السيد حسنى مبارك للرئاسه وللحق فهذا الرجل محدود القدرات جدا ولن نفجأ بشخص مثل هذا يقوم بأحاله على المعاش لكل القدرات العسكريه الذكيه مع أبقاء من يدين له بلولاء, وهذا الولاء لايتم إلامن خلال وجود ملف فساد أو عماله من أى نوع لكل قائد فى الجيش ولهذا لم نفجأ بخروج المشير أبو غزاله من الخدمه وركنه على الرف ولم نفجأ بوجود 36 من القاده العسكريون الذين حصلو على دورات علميه بأمريكا فى طائره واحده وهى مصر للطيران وهذا مخاف للقانون العسكرى كما ذكرت من قبل, لتسقط بعد ذلك فى المحيط ويدعون أن البطوطى هو من أسقطها. بل لانفجأ عندما نرى قاده الجيش جميعهم تخطو سن المعاش بل وقائد الجيش نفسه يناهز من العمر 80 عام ( ينهار أسود ومنّيل) ألا يوجد فى الجيش قاده محترمين فى سن مناسب , أسئلك ايها القارئى أى مكان فى العالم وفى أى زمان منذ العصر الحجرى حتى اليوم كان قائد جيش أى بلد عمره 80 سنه؟ وكأن الجيش تحول إلى جيش معاشات أو جيش خارج نظام الخدمه. 


لقد كان واضحا أن النظام يريد عوده جيش( لايهش ولاينش). جيش مملوء بلفساد والعملاء. وأذكر هنا قول رئيس الموساد الأسرئيلى, أن عملاء أسرائيل الآن فى كل مفاصل مصر؟ كيف يتكلم بهذه الجراءة, وأنا أنصح القارئى بأن نصدق هذا الكلام ولو على سبيل الأحتياط. مانراه اليوم من قاده المجلس العسكرى هم هم نفسهم قاده الجيش أثناء النكسه, كذابون, فاسدون, عملاء لأمريكا أو أسرائيل (متفرقش معهم), وهؤلاء من يحاولون قتل صحوه الشعب الذى إصيب بما هو أصعب من النكسه, فلا يهم التلاعب والكذب بل والقتل والسحل حتى للبنات على الأرض, وذلك لسبب بسيط أن نجاح الثوره وعبور الشعب بمصر إلى بر الأمان سوف يكشف تلك المنظومه البشعه التى تحيط بعنق الشعب ومن هنا فاالموضوع عباره عن حياه (الفساد والعماله والخيانه) أو الموت  ولكن أين أبطال جيش العبور لينقذو مصر من تلك النكسه الرهيبه, هل خلا الجيش من الأبطال؟ أنا لا أظن وماذلت منتظر البيان الأول عن العبور بمصرنا ضد رؤساء الهزيمه والعار, وأنا أثق أن هذا البيان لن يقل روعه عن بيان عبور القناه سنه1973

ليست هناك تعليقات: