الجمعة، 1 يوليو 2011

العار كل العار

فيلم العار يعكس حالة الاختلال داخل النفس البشرية، فالعجوز التقى تاجر الأعشاب الطبية تاجر مخدرات!! والطبيب مختل عقلياً!! والمسؤول الأمنى يسعى لزيادة دخله فى تجارة المخدرات!! وطلب الجاه والتسلط على إخوته... صَوَّر الفيلم الخلل النفسى لفئة من المجتمع المصرى. العار توصيف دقيق لانهزام النفس الإنسانية أمام الإغراءات المادية، فَتُضْرب كل القيم السامية عرض الحائط، والعار فى أحيان عديدة يشمل المجتمع ككل، فعلى سبيل المثال وليس الحصر من واقع أرض المحروسة: شهداء الثورة ضحوا بشبابهم، وسُفِكَتْ دماؤهم الذكية فداء أرض مصر... الجميع رفعوا شعارات (سلمية سلمية.. مدنية مدنية..) لهذا المبدأ ذرفوا دماءهم حباً لمصر وترابها الغالى ومستقبلها... أما ما نراه اليوم من سيطرة التيارات الدينية المختلفة على الساحة المصرية، يشعر المرء بأن مصر ذاهبة بلا رجعة إلى خندق الدولة الدينية وما نراه من انحدار الأحزاب المصرية «الليبرالية» يشعرنا بالعار ليس فقط على مستوى انحدار الأحزاب فقط، ولكن لتعاونها مع التيارات المؤدلجة لخدمة أهداف ومصالح مؤقتة، لتنحرف عن مسارها وتخون الوطن وشهداء مصر الأبرار. نجحت ثورة اللوتس البيضاء فى صهر الشعب المصرى فى بوتقة واحدة، لتقضى على النعرات الدينية التى أجاد استخدامها النظام البائد ولم يمر سوى شهرين إلا واشتدت الاعتداءات الطائفية عنفاً وقوة، لتشعرنا بالعار وأن الثورة لم تقض على هذه الاعتداءات. قانون دور العبادة الموحد عار علينا بدلاً من إنهاء سطوة الخط الهمايونى وصدور قانون يسمح بالحرية فى بناء دور العبادة لشركاء الوطن، يتم وضع عراقيل عديدة مثل المساحة وشروط البناء وموافقة المحافظ ووزير التنمية العمرانية بدلاً من المحليات، مما يصيبك بالغثيان من استمرار وهيمنة الفكر السابق على قلوب وعقول واضعى القانون، مما يشعرنا بالعار... أمام دماء شهداء الثورة التى نادت بشعارات رائعة وطنية جميلة مثل (مسلم مسيحى إيد واحدة)، (مصر لكل أبنائها). العار من الممكن أن يصيب ليس فئة بل مجتمع ودولة كاملة ومؤسسات ذات سيادة.

ليست هناك تعليقات: