الثلاثاء، 14 يونيو 2011

أختراق الأخوان للجيش

الإخوان والجيش


· 
عبدالناصر تسلم قائمة بأسماء الضباط الإخوان من الصاغ محمود لبيب 
· عملية الفنية العسكرية أول محاولة انقلاب إسلامي عسكري في القرن العشرين 
· صالح سرية أكد أن الهضيبي بارك خطة الانقلاب العسكري علي السادات 
· خالد الإسلامبولي نجح في اغتيال السادات بقيادات صغيرة من الضباط ورقيب متطوع
· عبود الزمر الضابط الذي شكل تنظيمًا داخل الجيش قرر قتل السادات لأنه لا يحكم بالشريعة الإسلاميةأعد بيانا عسكريا يذاع علي الشعب يدعوه للتضامن مع الانقلاب بعد احتلال مبني ماسبيرو 
· الفريق عزيز المصري كان شخصية محورية التف حولها جماعات من الجيش والإخوان والبوليس
كتب:عنتر عبداللطيف
هذا الموضوع عن «الإخوان والجيش» ليس له علاقة بما يثار هذه الأيام عن وجود علاقة بين المجلس الأعلي للقوات المسلحة وجماعة الإخوان المسلمين. وأن عدم مشاركة الإخوان في جمعة الغضب الثانية كان دليلاً علي هذه الصلة!
كما أن هذا الموضوع ليس له علاقة بما يزعم عن خضوع المجلس العسكري لإرادة الجماعة ولا علاقة له بالإعلان الدستوري الذي لاقي غضباً شعبياً واسعاً ولا علاقة له بالقرارات الفوقية التي يفرضها المجلس العسكري دون مشورة القوي السياسية ولا علاقة لهذا الموضوع بمحاولة تكميم الأفواه ولا علاقة له باستدعاء الإعلامية ريم ماجد للتحقيق أمام النيابة العسكرية، وكذلك الناشط السياسي حسام الحملاوي، وأيضاً الصحفي نبيل شرف الدين والزميلين سيد عبدالعاطي رئيس تحرير الوفد الأسبوعي وحسام السويفي المحرر بذات الجريدة!.. فهذا الموضوع يتحدث عن الجيش والإخوان يتحدث عن فترة زمنية مضت، وجرت بعدها مياه كثيرة تحت الجسور!
فلقد فتحت قضية استدعاء الإعلامية ريم ماجد والناشط السياسي حسام الحملاوي والصحفي نبيل شرف الدين أمام النيابة العسكرية وأخذ تعهد عليهم بعدم التطرق لأخبار القوات المسلحة إلا بعد العودة إلي إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة - فتحت الباب أمام ما أثير عن علاقة الجيش بالإخوان المسلمين وهي العلاقة التي نفاها المجلس العسكري وأكد أنه يتعامل مع كافة التيارات السياسية علي قدم المساواة.
«صوت الأمة» تسترجع تاريخ الإخوان والجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد ومحاولاتهم الدائمة لاحتواء ضباط من المؤسسة العسكرية وهي المحاولات التي باءت جميعها بالفشل بداية من تنبيه الزعيم الراحل عبدالناصر لهذا المخطط وانتهاء بقضية الفنية العسكرية.
يقول الدكتور كامل عبدالفتاح الباحث في تاريخ الجماعات الإسلامية والمسيحية إن صلة الإخوان المسلمين بضباط الجيش ترجع إلي بداية الحرب العالمية الثانية حيث كان «عزيز المصري» - الفريق في الجيش آنذاك - شخصية محورية التف حولها جماعات من الجيش والإخوان والبوليس ووجدت كل منها في الأخري سنداً في النضال ضد الإنجليز وساهم في اقامة علاقة بين الإخوان ومجموعة من صغار الضباط الساخطين علي الأوضاع الاجتماعية والسياسية.
ويذهب الدكتور عبدالفتاح إلي أن الإخوان كانوا علي صلة بالضباط داخل الجيش المصري، ولم يكن عندهم مانع من التعامل معهم حتي لو كانوا غير أعضاء في الجماعة وهو ما وضح في علاقة السادات بحسن البنا والأخير مهد لأن يلتقي الأول بعزيز المصري، واتفقوا علي أن خلاص البلاد لن يأتي إلا بانقلاب عسكري، وكان ذلك عام 1940، وتطور العلاقة المباشرة بين الإخوان والضباط والتي بدأت كما يقول «كامل عبدالفتاح» عندما اشترك السادات وعزيز المصري في محاولة الاتصال بثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق، وكان يقود طائرة المصري كل من عبدالمنعم عبدالرؤوف وحسين ذو الفقار، ولكن المهمة لم تنجح وبعض القبض علي السادات عام 1942 بسبب ميله للألمان برز دور عبدالمنعم عبدالرؤوف وكان ضابط الاتصال الرئيسي بين الجيش والإخوان وانضم بالفعل إلي جماعة الإخوان المسلمين وأسهم بشكل أساسي في الدعوة إلي منهج الإخوان داخل الجيش وكان يدعو الضباط إلي الانضمام إلي الإخوان ويعرفهم بالصاغ محمود لبيب والذي وصف بانه وكيل الإخوان المسلمين للشئون العسكرية والمؤسس لتظيم الضباط الأحرار والذي قيل انه صاحب تسمية «الضباط الأحرار» حتي يتلاشي اطلاق مسمي «الإخوان الضباط» علي الحركة ولم ينته الأمر عند هذا الحد بل إن العديد من ضباط الجيش انضموا إلي هذه الحركة مثل جمال عبدالناصر وكمال الدين حسين وعبداللطيف البغدادي وحسن إبراهيم وعبدالحكيم عامر وسعد توفيق وأدوا البيعة أمام صالح عشماوي القيادي الإخواني بل إن عبدالرحمن السندي مسئول النظام الخاص للإخوان المسلمين استقبلهم بنفسه مهنئاً بالبيعة وهنا يبرز دور جمال عبدالناصر والذي تقرب من الصاغ محمود لبيب وحصل منه علي قائمة بأسماء الضباط المنتمين لجماعة الإخوان داخل الجيش وهنا أيضاً تتأكد شخصية عبدالناصر المستقلة والذي نجح في أن يجعل ولاء الضباط له لا لجماعة الإخوان المسلمين حسب شهادة الصاغ صلاح شادي ونجح عبدالناصر في فصل الحركة داخل الجيش عن الإخوان المسلمين إلا أن الدكتور كامل عبدالفتاح يعود ليؤكد أن عبدالمنعم عبدالرؤوف ذكر أن عبدالناصر في عام 1947 نشط في حشد الضباط حول دعوة الإخوان المسلمين فقد استقطب الصاغ معروف الخضيري والصاغ مجدي حسين والمؤكد أن عبدالناصر نجح في صرف الأنظار عن تنظيمه الخاص والادعاء ظاهرياً أنه يجند الضباط في جماعة الإخوان المسلمين وقبل حرب 1948 تدرب شباب الإخوان علي يد مجموعة من الضباط الأحرار كان من بينهم عبدالناصر نفسه وعبدالمنعم عبدالرؤوف وكمال الدين حسين وصلاح سالم وشهد الجميع للإخوان أثناء الحرب أنهم أجادوا حرب العصابات ورغم حل الجماعة بضغوط من السفارة البريطانية إلا أن شباب الإخوان قرروا الاستمرار في القتال أو العودة لمصر إلا أن الأمور ازدادت تعقيداً باغتيال النقراشي باشا علي يد الإخوان واعتقال كافة أفراد الجماعة عدا «حسن البنا» والذي اغتيل في 1949 وهي أحداث أثرت علي قوة الضباط الإخوان داخل الجيش وهو أيضاً ما أتاح لعبدالناصر فرصة تكوين الهيئة التأسيسية لتنظيم الضباط الأحرار من ستة ضباط علي أن تبقي الحركة بعيدة عن تنظيم الإخوان المسلمين.
ويذهب الدكتور عبدالفتاح إلي أن عبدالناصر خاف من ازدواجية الولاء داخل التنظيم وهو ما توافق مع رؤية الإخوان في عدم التعرض لهم مع عدم التورط معهم إلا أن عبدالمنعم عبدالرؤوف حاول احتواء التنظيم داخل الإخوان ليصدر عبدالناصر قراراً بفصله من الهيئة التأسيسية وإن ظل عبدالمنعم عضواً في التنظيم.
قصة أخري تؤصل الاختراق الإسلاميين للجيش عن طريق عبود الزمر الذي انضم إلي المخابرات الحربية وكان برتبة ملازم أول وشارك في حربي الاستنزاف وأكتوبر ونظراً لدوره المشرف في هذه الحروب تمت ترقيته إلي «نقيب» وبدأ الزمر يفكر في الإسلام المتشدد عندما توفي والده ورأي بعينه بعض أصدقائه يلقون حتفهم بعد أن قفزوا من الطائرة أثناء التدريبات العسكرية ولم ينفتح البراشوت وأيضاً ساهم امداد ابن عمه طارق الزمر له بالكتب الإسلامية لأئمة الإسلام المتشددين مثل ابن تيمية في أن يتجه إلي الفكر الجهادي وعندما اندلعت اضطرابات 1977 وفشلت الشرطة في احتوائها تدخلت القوات المسلحة لقمع هذه الاضطرابات بأوامر السادات مما جعل الزمر يخشي من استخدام القوات المسلحة في مواجهة الإسلاميين إلي أن التقي محمد عبدالسلام فرج صاحب كتاب الفريضة الغائبة بتنسيق مع طارق الزمر وشكل تنظيماً داخل الجيش حرص علي ألا يعرف أعضاؤه إلا القليل من المعلومات وعندما رأي عبود أن التنظيم بلغ أشده من وجهة نظره قرر التخلص من السادات الذي رآه لا يحكم بالشريعة الإسلامية وأيضاً لتوقيعه معاهدة كامب ديفيد، واعدامه لصالح سرية وهو ما يؤكد أن جماعة الجهاد اخترقت الجيش في ذلك التوقيت حين وضع الزمر خطة لقتل السادات في القناطر الخيرية، إلا أن الخطة فشلت فأعد خطة بديلة اعتزم تنفيذها بمفرده لكنها باءت أيضاً بالفشل، وتواترت معلومات عن تنظيم الزمر ليسارع بالاختباء والهرب وكان من أعضاء تنظيم الجهاد «خالد الإسلامبولي» وتم اختياره لاغتيال السادات أثناء العرض العسكري في 6 أكتوبر 1981 إلا أن «الزمر» اعترض نظراً لعدم اكتمال خطة الجهاد في السيطرة علي البلاد وتخوفه من انتقام السادات حالة افلاته من الاغتيال وبعد مناقشات عديدة اتفق أعضاء التنظيم علي الفصل بين المجموعة التي سوف تنفذ العملية وبقية التنظيم كاحتياطات أمنية علي أن يتم تفجير المنصة بالكامل واعد عبود الزمر بياناً مسجلاً علي شريط فيديو بصوته وهو يرتدي ملابسه العسكرية ليذيعه علي الشعب، ويدعوه إلي التضامن مع ما سيقوم به من انقلاب وذلك بعد الاستيلاء علي مبني الاذاعة والتليفزيون وبقية القصة معروفة من قيام خالد الإسلامبولي الملازم أول في الجيش وعبدالحميد عبدالسلام ملازم أول وعطا طايل ضابط مهندس وحسين عباس رقيب متطوع ومحمد طارق إبراهيم ضابط احتياطي وطبيب أسنان وفضلا عن مدنيين من خارج الجيش اشتركوا في هذه العملية أيضاً إذا استعرضنا قضية الفنية العسكرية فإن مختار نوح يعدها أول محاولة انقلاب إسلامي عسكري في القرن العشرين واتهم فيها الفلسطيني صالح سرية والذي اتهمته النيابة بالقيام بهذه العملية من أجل تمكين الإخوان المسلمين من الاستيلاء علي الحكم بالقوة، وقال انه لم يقصد هذا بالضبط بل حاول قلب نظام الحكم بالقوة لاقامة الدولة الإسلامية بغض النظر عن موافقة هذا الانقلاب مع الإخوان أم لا وقد وجهت له النيابة هذا بعد أن اكتشفت اتصاله المباشر بقيادات في جماعة الإخوان المسلمين وسرد سرية خطته في التحقيقات قائلاً انه كان من المقرر خروجهم من مبني الكلية الفنية العسكرية في صباح الخميس 18 ابريل 74 ليستقلوا سيارات أتوبيس الكلية المخصصة لنقل الخبراء الأجانب بقيادة بعض أعضاء التنظيم علي أن تتجه السيارات إلي اجتماع اللجنة المركزية بالاتحاد الاشتراكي وينزل منها أعضاء التنظيم سريعاً وهم يهتفون أن القاعة بها متفجرات وأنهم قادمون لازالتها مما سيصيب الحراس بالذهول ويخشون من اطلاق النيران علي القاعة المتواجد بها الرئيس السادات والذي كان سيتم احتجازه واجباره علي التنازل عن الحكم وأن يذيع بنفسه بياناً بالتخلي عن الرئاسة وأن رفض كان سيتم اجبار وزير الإعلام تحت ضغط القوة المسلحة علي إعلان وقوع ثورة مسلحة استولت علي الحكم واعتقلت كل المسئولين وعلي رأسهم رئيس الجمهورية ومما يؤكد تورط الإخوان المسلمين في محاولة الانقلاب الفاشلة هذه أن طلال الأنصاري المتهم الثاني في القضية أكد أنه بايع المرشد العام حسن الهضيبي في هذا الوقت بمنزله في منيل الروضة بحضور الشيخ علي إسماعيل شقيق الشيخ عبدالفتاح إسماعيل الذي تم اعدامه بصحبة سيد قطب وأيضاً اعترف الأنصاري أن صالح سرية عرض علي قيادات الإخوان خطة الانقلاب العسكري عن طريق تجنيد طلاب الكلية الفنية العسرية وأن الهضيبي وافق علي هذه الخطة.

ليست هناك تعليقات: