الأحد، 27 فبراير 2011

رؤيتي كمصري قبطي اتجاه جماعة الاخوان و المادة الثانية من الدستور

كاتبها/دكتور امير هانى لويس
خاص لموقع الحق والضلال

منذ تنحي الرئيس السابق حسني مبارك في 11-2 و كل مصري منذ ذلك الحين يحلم احلام اليقظة في كل المجالات مع العلم اني لا اقصد بلفظ احلام يقظة انه شيء صعب الحدوث لكني اقصد ان كل واحد له امنيات في البلد بدأ يتخيلها حقيقة



فمثلافيما يتعلق بالتنمية الزراعية و الصناعية وجدنا الدكتور ممدوح حمزة في برنامج القاهرة اليوم و فكرته عن عمل مشروع نهر موازي لنهر النيل من المياه الجوفية و عمل وادي جديد حوله و الذي اثبتت الفحوصات انه حقيقة و ليس أكذوبة بعد معاينة علماء كبار للمشروع و وجدوا ان المياه الجوفية ستكفي 5 مليون مواطن علي اقل تقدير لمدة 400 سنة مع ايضا وجود مشروعات صناعية مصاحبة للمشروع كمشروع لاستخراج الحجر الجيري و تصنيعه علي هيئة مادة تدخل في تصنيع البلاستيك...و ايضا انشاء ميناء سيدي البراني علي حدود ليبيا لتسهيل التصدير

و فيما يتعلق بالحرية السياسية بدأ السياسيون النشطاء باحلام عن النظام السياسي القادم هل هو نظام برلماني حيث يكتفي الرئيس القادم بمنصب شرفي والسلطة تكون في يد مجلس الشعب ام هو نظام رئاسي كالنظام الماضي مع ادخال بعض التعديلات الدستورية لضمان الحفاظ علي الديمقراطية ام هو نظام مختلط حيث يعطي الرئيس بعض الصلاحيات و البرلمان يختص بالباقي

و ايضا ظهر السؤال الذي لطالما حلمنا بسؤأله لمدة 30 سنة من هو الرئيس القادم هل هو عمر سليمان ام عمرو موسي ام احمد شفيق ام البرادعي ام زويل ام الجنزوري

علي الصعيد القضائي تحقق حلم الجميع ان يقدم للمحاكمة من اخطأ في حق مصر و اضرها او سرق من شعبها ليزيد من ملياراته مثل احمد عز و جرانة و المغربي...و العادلي للتهم الموجهة اليه من عنف الشرطة وتحرير المساجين لعمل الفوضي و اصدار اوامره بانسحاب الشرطة بل و حتي التهم الموجهة اليه من الاشتراك في جريمة تفجير كنيسة القديسين...و هناك متهمون اخرون في الطريق و حتي الرئيس السابق يجب ان يحاكم اذا ثبت تورطه في اي جريمة

"و المتهم بريء حتي تثبت ادانته"

و علي الصعيد الداخلي ظهرت الامال بمعاملة كريمة من الشرطة و ان تعود عبارة الشرطة في خدمة الشعب مرة اخري...وان ينتهي الفساد و الرشاوي او علي الاقل تقل هذه الظواهر...وان تعود السياحة مرة اخري بل و بالتأكيد افضل من السابق لان مصر لها مقومات ان تكون الاولي علي العالم في مجال السياحة بلا منازع...و ان تقل ظاهرة الزحام في العاصمة و البلد كلها...كل ذلك و غيره من الطلبات المشروعة التي يستحقها شعب مصر الاصيل بل و هي اشياء تنفيذها في المتناول



اما علي الصعيد الديني و الحزبي الديني و هو موضوعنا

فازدادت قوة جماعة الاخوان المحظورة منذ تنحي الرئيس السابق واصبحوا اقرب من اي وقت للاستيلاء علي الحكم اذا ما كان النظام القادم رئاسي

اما اذا كان النظام القادم برلماني فبلا شك فانهم سيصبحون قوة عملاقة تتحكم في مجلس الشعب و خصوصا اذا زاد عدد كراسيهم بالمجلس عن 100 مقعد و هو شخصيا ما اتوقعه

سواء كان نظام رئاسي او برلماني فانهم يمثلون خطورة لقدرتهم الحصول علي اصوات سواء عن طريق انتخابات مزورة (رغم صعوبة تزوير الانتخابات القادمة و لكن يظل احتمالا قائما)...او حتي عن طريق"الضحك علي العقول" و تضليل الناس بشعارات دينية حتي يصلوا الي مرادهم او استمالة الفقراء و تقديم المعونات لهم لاستمالة اصواتهم و هو ما بدأ يحدث من الان



"و عودة الي العنوان"رؤيتي تجاه المادة الثانية من الدستور

فازدادت في الايام الاخيرة حملات (سواء من مسيحيين او مسلمين مستنيرين) علي النت بعنوان معا لالغاء المادة الثانية من الدستور والتي تنص علي الاتي: "الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع

و اريد فقط توضيح الاتي

ذلك لا يعني علي الاطلاق ان تصبح مصر دولة إلحادية مثلا فذلك هو مفهوم من مفاهيم الشيوعية و ليس هذا موضوعنا

كل ما يعنيه الغاء تلك المادة هو فصل الدين عن الدولة مع ان تظل الاغلبية المصرية بنفس اسلامها بل و تدينها

وكل ما يعنيه ذلك هو ضمان العدل في المواطنة بين المصريين و عدم التفرقة بين المواطنين علي اساس ديني اطلاقا فالكل متساوي في الحقوق و الواجبات...و ما يعنيه ذلك ان يكون المسجد و الكنيسة للصلاة فقط و الا يكون لهم ادوار سياسية علي الاطلاق...و يكون

هدف الامة الاسمي هو النهوض بالمعيشة و الدولة و يعود شعار الدين للة و الوطن للجميع...و اعتقد ان الجميع يعرف هذه المعلومات






و لكني (و اتحدث عن نفسي و قد يتفق معي الكثير) اذا كان من المستحيل للبعض التنازل عن فكرة الدولة الغير علمانية وهي بالطبع الظالمة للاقلية(الاقباط),فعلي الاقل ساعدونا علي ايقاف جماعة الاخوان من التوغل السياسي و عندئذ يمكن لنا حتي ان نؤيد المادة الثانية اذا اقتدي الامر لان كل ما نطلبه حقا هو ان نتفق اقباط و مسلمين علي نفس الهدف..ابدا لا نقصد التحدي او العناد او استغلال الفرص و من ينادي بإلغاء المادة انما هو فقط يشعر بالخوف او يشعر بعدم المساواة بين فئات الشعب و يطلب المساواة و العدل و ذلك هو الهدف الوحيد...كل ما نطلبه فعلا هو العيش بسلام و عدل و امان و لا نطلب اي شيء اخر سوي ذلك

فالحقيقة ان مسيحيو مصر تعرضوا لاضطهدات بشعة في الخمسين سنة الماضية بدءا من سياسات السادات التعسفية والذي من اقواله في مؤتمر ما و لا اتذكر المناسبة"بعد عشرين عاما لن يبقي من مسيحيو مصر سوي ماسحي الاحذية" مرورا بعصر مبارك و خصوصا في العقد و النصف الاخيرين و الذي احمل مسؤليته الي حبيب العادلي وزير الداخلية الاسبق

و قد تعرض الاقباط لاشياء مثل حوادث قتل و ذبح و تفجير......و ايضا خطف للنساء و اغتصابهم...ايضا مرورا بعدم القدرة علي بناء كنائس و اكتظاظ الكنائس بالمصلين الي حد حدوث حالات اختناق...و حتي ترميمها الا باذن من رئيس الجمهورية...و ايضا تعيين القليل في المناصب الحكومية او الجامعية و عدم الاخذ بالكفاءة كالمعيار الوحيد

و الجدير بالذكر انه منذ ستينيات القرن الماضي حدثت عمليات قتل لالاف الاقباط و لم يصدر حكم قضائي واحد حتي بالسجن في اي قضية باستثناء الكموني مؤخرا (اعدام) و هو ما تبعه ببراءة معاونيه الرئيسيين بالعملية

والحقيقة انها معلومات يعرفها الجميع حتي ابسط مواطن و لكنها لا تخرج للساحة كثيرا بسبب حساسيتها ولكن حان الوقت لمواجهتها و محاولة حلها "و كفاية دفن لراس النعامة

و كل ذلك امور لا يمكن ان يقبلها انسان عاقل من اي دين او اي فصيلة او اي عقلية و يحزن لها اي انسان وكل ذلك لا يؤثر علي الاقباط فقط و لكن بالطبع علي صورة مصر بالكامل للخارج...مع العلم ان الاقليات الدينية في اوروبا و الدول المسيحية تعامل معاملة كريمة للغاية و تحظي بكامل حقوقها فيما عدا اشياء بسيطة محظورة عليهم كمنع النقاب في دول قليلة كفرنسا لخوفهم من مشاكل اجتماعية و ليس اكثر مثل تنكر رجل في شكل امرأة منتقبة و محاولة التحرش بالنساء و اشياء من هذا القبيل و الحقيقة ان حتي بمصر الاغلبية الكبري من المثقفين و حتي رجال الدين يرفضونه فليس إذا من الغريب ان ترفضه تلك الدول

و كما قلت احمل المسؤلية الكاملة لنظام السادات و مبارك من بعده و خصوصا في زمن العادلي كما اكد العديد من الناس كوائل غنيم مثلا ولا احملها للشعب الذي ظهر معدنه الحقيقي مؤخرا

فاذا كان ذلك من عمل انظمة سياسية فكم بالحري نظام ديني علما بان الاستبداد الديني بأي دين هو اسوأ انواع الاستبدادات فالاستبداد السياسي يمكن مواجهته كما حدث في ثورة 25 يناير لانها في النهاية كلام و قضاء انسان

اما الاستبداد الديني فهو دائما ما يبدأ ب..."قال اللة" فلا يجرؤ معارض علي التكلم




كلنا رأينا في الشهر الماضي كم تكاتف المصريون مسلمين و مسيحيين و كم كانت سعادتنا كلنا بهذه الاحداث المسلمين قبل المسيحيين لان النظام الماضي اشعل الفتن بين فئات الشعب بعكس ارادتنا جميعا فكانت فرصتنا ان نظهر علي حقيقتنا و نظهر لبعضنا ان سياسات النظام الماضي و داخليته هما من كانا مسئولين عن تلك الفتن

فوجدنا مسلمين يحتضنون قسس لتلاوة صلاوات ايام الاحد...و رأينا مسيحيين يدافعون عن مسلمين من البلطجية اثناء صلاة الجمعة كنا زي ما كانوا بيقولوا "مسلم مسيحي ايد واحدة

ولكن اذا حكم الاخوان مصر فسترجع الاحوال الي ما كانت عليه و اسوأ و لا يستبعد حدوث حروب اهلية



و خطط الاخوان لا غبار عليها في حال الوصول للسلطة من تهجير الاقباط و التشجيع علي قتلهم بل و فرض الجزية عليهم باعترافهم بانفسهم تحت حجة انها موازية للزكاة...و اريد ان اذكركم ان عند الاقباط ما يوازي الزكاة وهو العشور و لا اعتقد ان بامكانهم ان ينسوا ذلك و لكنه خطوة من خطوات تطفيش الاقباط...انظر الرابط



حقا سيرجعون بنا عقودا الي الخلف





و ملخص ما اريد ان اقوله في هذا المقال هو الاتي

1. اننا كأقباط و انا اتحدث بلسانهم في هذه النقطة نعشق مصر و هو ما لا يمكن المزايدة عليه
2. اننا كسائر المصريين لنا احلامنا التنموية الزراعية,الصناعية,السياسية,الداخلية,الامنية,الخ
3. انني اتمني دولة علمانية و لا اخفي ذلك لانها سر نجاح جميع الدول المتقدمة
4. و لكن اذا كانت الدولة العلمانية لا تحظي بقبول المصريين في الوقت الحالي فلا مانع بالنسبة الي تأجيل النقاش لوقت لاحق...او تعديلها باضافة بند يسمح لغير المسلمين بالعمل بشريعتهم الخاصة...و اخر احتمال بالنسبة الي هو ترك المادة الثانية في الدستور كما هي فكما قلنا سابقا نحن لا نعند
5. و لكن اكثر ما لا يمكن قبوله هو ان نكون تحت حكم ديني سواء الاخوان او غيره
6. اريد فقط التذكير بان رفضي التام لجماعة الاخوان ليس له اي علاقة برؤيتي للدين الاسلامي الذي حقا احترمه من كل قلبي "كفاية اني ابن الثقافة الإسلامية"انا فقط لا اريد دولة دينية علي الاطلاق حتي لو كانت مسيحية و هذا هو سر نجاح اوروبا و امريكا وبالطبع تركيا
7. هذا المقال هو رؤية شخصية ومع احترامي لجماعة الإخوان الذين احبهم كأشخاص بالطبع و لكني فقط ارفض ان يحكم مصر اي مجموعة دينية من اي دين و نقدي موجه لهم فقط مهنيا
8. اذكر بأن هذه المطالب يطلبها مسلمون مثقفون و اقباط لأنها حقا لخيرة مصر
9. ملحوظة اخيرة: "اختلاف الاراء لا يفسد للود قضية" طالما ان الرأي يقال بطريقة محترمة و لغاية عادلة و طالما ان الكلام "اخذ وعطا"...يبقي مستحيل يفسد للود قضية

و نهاية اقول ان هناك فارق كبير بين احلام جماعة الاخوان و التي ستأتي بالشر لمصر كلها و بين احلام مواطن مصري قبطي يحلم لمصر بالخير و التقدم و يرفض الاخوان لانه يري بها خرابا لمصر...و الحكم للقاريء

تحيا مصر

ليست هناك تعليقات: