الأحد، 28 يوليو 2013

حان وقت فتح التحقيق في لغز ومعرفة سر وفاة عمرو سليمان


أسرار,اغتيال,الجنرال , www.christian-
dogma.com , christian-dogma.com , أسرار اغتيال الجنرال


عمر سليمان وصل «كليفلاند» متفحماً.. وأصابع الاتهام تشير إلي جماعة الإخوان
لغز مقتل رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية وعزل رئيس المخابرات السعودي في نفس التوقيت!!
من جديد عاد اسم الجنرال عمر سليمان يتردد مصحوباً باتهامات تؤكد اغتياله وتعرضه لعملية مخابراتية قذرة أودت بحياته، وكنتُ قد فتحت هذا الملف عقب رحيله مباشرة، لكن مع ذكري رحيله ومع اللحظة الراهنة التي من المحتمل أن تعيد فتح ملفات قديمة رأيت أنه من الضروري أن أعيد فتح هذا الملف خاصة أن الملابسات التي صاحبت موته تؤكد أن هناك أسراراً لم تتكشف بعد وتشير إلي وجود مصالح كبري اجتمعت علي فكرة التخلص منه، وكان لعدد من الأطراف مصلحة كبري في ذلك وعلي رأس هذه الأطراف جماعة الإخوان المسلمين وكذلك أجهزة الاستخبارات الأمريكية وسنحاول قراءة اللحظة التي شهدت رحيل عمر سليمان لكي نعثر علي إجابة عن السؤال المثير: من قتل الجنرال؟!
منذ رحيل اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصرية ونائب رئيس الجمهورية الأسبق والشارع المصري يغلي ويبحث عن السر الغامض وراء الوفاة، ووسط تلك الأجواء السياسية الساخنة التي تعيشها مصر عادت الشائعات والأقاويل وأثير جدل عن أسباب وفاته، فالبعض اتهموا الولايات المتحدة بقتله لأنه كان رجل المخابرات المصرية، والبعض اتهم جماعة الإخوان المسلمين بأنها هي التي اغتالته في سوريا، وأن الجماعة ظلت تخطط للتخلص منه منذ تم استبعاده من قوائم المرشحين للرئاسة، فمن المعروف أن اللواء عمر سليمان كان هو العدو الأول لجماعة الإخوان المسلمين وكان مسئولا عن ملفاتهم الداخلية والخارجية ويعرف كل كبيرة وصغيرة عن تحركاتهم وصفقاتهم، ووصفته صحيفة «الديلي جراف» بأنه "بعبع التيارات الدينية" وشن عمر سليمان حرباً عنيفة ضد جماعة الإخوان المسلمين عقب ترشحه لمنصب الرئاسة، حيث كان رئيس جهاز المخابرات المصرية لأكثر من ربع قرن قد تقدم بأوراقه للترشح لمنصب الرئاسة قبل إغلاق باب الترشح بنصف ساعة، وأثيرت في ذلك الوقت تساؤلات متعددة عن أسباب اتخاذ هذا القرار وهل هو رد علي ترشيح جماعة الإخوان للمهندس خيرت الشاطر، واشتعلت الحرب بين الطرفين ودعت جماعة الإخوان المسلمين إلي إحلال قانون العزل السياسي وتطبيقه علي عمر سليمان تحديداً باعتباره ممثلاً للنظام القديم في الوقت الذي لم يطعن فيه الإخوان علي ترشح الفريق أحمد شفيق أو السيد عمرو موسي، وفي الوقت نفسه أثيرت تساؤلات حول أسباب خوف جماعة الإخوان من ترشح عمر سليمان تحديداً، خاصة وهو الرجل المسئول عن كل ملفاتهم، وبدأ الإخوان في حملات منظمة ضد عمر سليمان ودعت الجماعة إلي مليونية لعزل رئيس جهاز المخابرات ونائب مبارك واستبعاده من قوائم المرشحين، ولم يظل عمر سليمان صامتا علي حرب الإخوان ضده ولكنه فتح النيران الثقيلة ضد الجماعة وهددهم بفتح الصندوق الأسود، وقال للإعلامي عمرو أديب إنه يمتلك ملفات غاية في الخطورة عن صفقات الإخوان مع النظام السابق، كما أنه اتهم جماعة الإخوان المسلمين في تصريحات نشرتها جريدة «الأهرام» في ذلك الوقت بأنها مارست العمل المسلح وقال إنهم أحرقوا أقسام الشرطة ومرافق الدولة الحيوية، وقال: ''هؤلاء -أي الإخوان- مدربون ومسلحون علي أعلي مستوي، ونجحوا في حرق مرافق الدولة والأقسام، وحين وجد مبارك أن البلد «هاتولع»، نقل السلطة للجيش عمود الخيمة الوحيد المتبقي في البلد بعد سقوط الشرطة والنظام"، وأضاف في تصريحاته أن الإخوان خطفوا الثورة من الشباب وكان لديهم غل وحقد شديدان وأرادوا الانتقام فقط وحرق البلد.
وتابع: "للأسف منذ قيام الثورة التي خطفها الإخوان من شباب مصر لم أجد أي ديمقراطية تحققت بل وجدت عمليات إقصاء وانتقام وتشويه وكذب وتشويش بخلاف معاناة المصريين من انفلات أمني لم تشهده البلاد من قبل وسيستمر طالما لم تعد هيبة الدولة ونظامها".
ولاشك أن معركة عمر سليمان مع جماعة الإخوان المسلمين كشفت لنا الوجه الحقيقي للجماعة التي كانت تعيش في حضن النظام، قال عمر سليمان إنه مندهش من هجوم الإخوان عليه مؤكداً أن الاتصالات بينه وبين جماعة الإخوان ظلت متواصلة حتي بعد الثورة وإنه كان علي اتصال بهم، وكشف أنه عند تعيينه كنائب لرئيس الجمهورية اتصل علي الفور بالإخوان، كما التقي اثنين من كبار قادتهم، وهما محمد مرسي وسعد الكتاتني للتفاهم معهما علي "حل" للثورة، وأعرب سليمان عن صدمته من توجيه الإخوان "الاتهامات والشتائم"، إلا أنه عاد وأكد أنه كان يتوقع هذا الهجوم مؤكداً أن المخابرات التي كان يعمل رئيساً لجهازها كانت تتعامل مع الجماعة بكل الود والخير، مشيراً إلي أن جماعة الإخوان كانت تجد الصدر الحنون في جهاز المخابرات، وهذا يؤكد أن جماعة الإخوان سواء في عهد مهدي عاكف أو في عهد بديع ومن سبقهما كانت علي علاقة وثيقة بأجهزة الدولة الحساسة وأنها لا تتوقف عن عقد الصفقات السرية.
وعاد شبح عمر سليمان من جديد وسوف يظل كذلك حتي تتكشف الحقائق، وأفادت معلومات أن رئيس جهاز المخابرات قد اغتيل في سوريا وأنه سافر إلي الولايات المتحدة متفحماً علي طريقة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وأن هذا السفر إلي أمريكا جاء عقب تفجير مبني مقر الأمن القومي في قلب دمشق، وهو التفجير الذي أطاح بوزيري الدفاع والداخلية، ونائب بشار الأسد، العماد حسن تركمان وصهر الرئيس المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية آصف شوكت، وهشام بختيار رئيس المخابرات السورية، متأثراً بجراح بالغة أصابته ولا يستبعد أنصار عمر سليمان أن يكون هذا الاحتمال هو الأقرب للحقيقة ويشير بعضهم إلي وجود تعاون بين إخوان سوريا وجهات أخري خططت لعمليات الاغتيال التي كان عمر سليمان هو المستهدف الرئيسي لها، فتم رصد تحركاته وتم تفجير مقر الأمن القومي السوري بناء علي تعليمات بوجوده داخل المقر دون أن يعلم المخططون بوجود وزيري الدفاع والداخلية السوريين، ويستند أصحاب هذا الرأي أيضا إلي تصريحات الإعلامي فيصل القاسم الذي كتب علي صفحته الشخصية عقب رحيل عمر سليمان بدقائق مشيراً إلي معلومات عن مقتله في سوريا، كما يري هؤلاء أنه لم يتم تداول أي أخبار عن تدهور صحة سليمان ولا عن السفر للعلاج، وأكد هذه المعلومات الداعية الإسلامي الشيخ وجدي غنيم الذي قال: "إن عمر سليمان كان في سوريا وليس في أمريكا".
وأشار الشيخ علاءالدين أبوالعزايم إلي أن جماعة الإخوان المسلمين رفضوا حضور جنازة اللواء عمر سليمان لأنه من غير الطبيعي أن تقتل القتيل وتمشي في جنازته حيث قال: "إن جماعة الإخوان المسلمين بالاتفاق مع الولايات المتحدة الراعي الرسمي للإرهاب في العالم قامت بالتخلص من اللواء عمر سليمان وإن سبب الاغتيال من وجهة نظره هو تهديد اللواء عمر سليمان للإخوان بفتح الصندوق الأسود".
أما الرأي الثاني فيري أن عمر سليمان كان علي قائمة اغتيالات أمريكية بعد التقارب الأخير بين القاهرة وواشنطن، حيث رأت أجهزة حساسة أن بقاء عمر سليمان يهدد التفاهمات بين البيت الأبيض والقاهرة في عهد محمد مرسي الذي بدأ صفحة جديدة مع أمريكا عقب زيارة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، وهناك قرينة أخري تؤكد الشبهات حول الوفاة الطبيعية وهي مقتل قائد جهاز المعلومات الخارجية في جهاز «الشاباك» الاستخبارات الإسرائيلي في نفس التوقيت تقريبا، حيث أعلن التليفزيون النمساوي في العاصمة النمساوية فيينا عن مقتل "عوزير شامير" لكنه لم يقدم تفاصيل حول الحادث، أما الدليل الأقوي علي وجود غموض في وفاة عمر سليمان فهو تعيين الأمير بندر بن سلطان في رئاسة جهاز المخابرات السعودي، وعزل الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود شقيق الملك من المنصب!!
ولاشك أن تلك الأحداث المتتابعة والتي يمكن أن نطلق عليها "زلزال المخابرات" في مصر والسعودية وإسرائيل وسوريا تشير إلي أن هناك غموضاً كبيراً وراء وفاة عمر سليمان بشكل طبيعي، ومن الواضح أن هناك توجهاً جديداً شاركت فيه عدة جهات يهدف إلي التخلص من أجهزة المخابرات السابقة في أهم وأخطر الدول الرئيسية في الشرق الأوسط، ولاشك أن وفاة اللواء عمر سليمان ستظل مثار تساؤلات عديدة مثل وفاة أشرف مروان المستشار السياسي السابق للرئيس الراحل أنور السادات، الذي وجد قتيلاً وملقي من شرفة غرفته بإحدي بنايات لندن، في ظل ردود فعل اختلفت في تفسير سبب وفاته ما بين أنها حادثة انتحار أو قتل.
من ناحية أخري تضاربت تصريحات مسئولي مستشفي "كليفلاند" الأمريكية، مع تصريحات أدلي بها مسئول بالسفارة المصرية في العاصمة الأمريكية، حيث قال المستشفي في تصريح قصير لها «إن عمر سليمان فارق الحياة بسبب مضاعفات من الداء النشواني، وهو مرض يصيب أجهزة متعددة بما في ذلك القلب والكلي».. في حين قالت السفارة: "إن سبب وفاة نائب رئيس الجمهورية السابق اللواء عمر سليمان هو إصابته بسكتة قلبية مفاجئة، وذلك أثناء قيامه بإجراء فحوصات طبية!!".
إن كل هذا التضارب في المعلومات والتصريحات يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك أسراراً كبيرة وراء وفاة رئيس جهاز المخابرات.
ووسط هذه المعلومات يحتاج الأمر إلي إعادة تحقيق لكشف أسباب رحيل عمر سليمان فهناك جهات كانت تعتبر بقاءه خطراً عليهم ولاشك أن لهؤلاء مصالح في التخلص منه.. فهل ننتظر تحقيقاً يكشف الألغاز خاصة أن الرجل يحظي بشعبية غير عادية ومازالت حشود من المصريين تحتفظ بذكراه وتتذكره في كل مناسبة؟!
الموجز 

ليست هناك تعليقات: