الجمعة، 28 يونيو 2013

فصل خطاب عتريس فى فهم خطاب الرئيس خالد منتصر

خالد منتصر
بعد نهاية الخطاب طويل التيلة قصير الحيلة الذى نافس المسلسل المكسيكى فى طوله وأحمد الحداد فى رغيه ودكتور «شديد» فى ملله ويونس شلبى فى تشتته، قررت أن أتحمل وأعيد الشريط من بدايته لعلى أفهم فحوى الخطاب، وما هى الرسائل التى أراد فخامة الرئيس توصيلها للمنازل ديليفرى بعد نص الليل؟ عند إعادة الشريط هاجمتنى خيالات الفن السابع، وتذكرت الفنان أحمد توفيق وهو يجرى فى طرقات القرية فى فيلم «شىء من الخوف» أشعث الشعر زائغ البصر ضاحكاً ضحكات هستيرية صارخاً فى الناس «أنا عتريس أنا سفاح أنا ستين عتريس فى بعض مابتخافوش منى ليه!»، وإلى جانب الميلودراما أطلت الكوميديا المصرية الرقيقة من نافذة خيالى المتواضع بمشهد عبدالمنعم مدبولى وهو ينصح مريضه النفسى بأن يكرر جملتين فيهما علاجه من الشيزوفرينيا «أنا مش قصير قزعة أنا طويل وأهبل»، ليقنع نفسه بأنه تخلص من العقدة والكلكعة وصار لاعب كرة سلة!، طردت هذه الخيالات السقيمة المريضة حتى يظل تركيزى يقظاً لفك شفرة هذا الخطاب التاريخى العظيم، وتوصلت بعد جهد كبير يتناسب مع قوة الخطاب إلى عدة نقاط كان ينتظرها بالفعل الشعب المصرى على أحر من الجمر، هى:
* سبب أزمة البنزين والسولار والكهرباء ورغيف العيش والبلطجة وخراب السياحة وارتفاع الدولار وجفاف الأرض الزراعية بعد سد النهضة هو الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد، وبالتحديد أصابعه، وبالتحديد أكثر، صباع إيده اليمين الأوسط.
* إنقاذ سفينة الوطن الغارقة لن يحدث إلا إذا سحلنا فودة بتاع المنصورة وقتلنا عاشور بتاع الشرقية، أما الواد بتاع المعادى فلا بد من صلبه ورجمه وتقطيع يديه ورجليه من خلاف، لكى يكون عبرة لكل «واد» فى شبرا والدويقة ومسطرد وكل خط مترو حلوان!.
* الاستغناء عن د. عماد عبدالغفور وشطب وظيفة التواصل المجتمعى، لأن البديل موجود وهو التليفون الصغير اللى عند الريس، والذى اتصل به مواطن بسيط ليأخذ رأيه ومشورته فى موضوع أمن قومى خطير وهو تفجير جراكن البنزين الموجودة بجانب سور عمارته، ولكن الريس بقلبه الرقيق نصحه قائلاً بلاش نولع فى مصر.
* علينا جميعاً أن نطمئن ونصلى لله شكراً فجميع مشاكلنا قد تم حلها، فقد قال الرئيس إن قلبه بيتقطع علينا وإحنا قاعدين ف الضلمة والكهربا مقطوعة وإن نفس القلب بيتقطع نفس التقطيع بل أكثر عندما يرانا نقف بالخمس ساعات فى محطة البنزين وبيبقى هاين عليه ينزل يمون لنا! احمدوا ربنا بقى حتنهبوا ولّا حتنهبوا، حد يطول إن قلب الريس يتقطع عليه.
* بعد مرور سنة ما زال النظام السابق وما زالت الدولة الغويطة هى السبب فى كل أزماتنا، وما زلنا للأسف نعتبر زكريا عزمى هو من الثوار!، صحيح أن «مرسى» نفسه قد اعتبره رمزاً وطنياً لا يجوز الترشح أمامه، ولكن عفا الله عما سلف ولنشطب من ذاكرتنا الخبيثة كل ما قاله الريس فى لحظة حماس مثل إحنا مش بتوع ثورة!.
* مصر غير قابلة للانضغاط! جملة عبقرية تنتمى إلى عالم الفلزات التى هى تخصص الرئيس فالفلز لا ينضغط وهذه الجملة ستدخل عالم علم الفيزياء من أوسع أبوابه كقانون رابع للديناميكا الحرارية.
* كان من الممكن إنقاذ مصر لو استمع كمال الشاذلى إلى كلام الدكتور مرسى أثناء تقريعه له وهو يمده على قدميه بالفلكة، ويقول له يا شاذلى انتو عصابه اسرقوا بس خلوا الفلوس فى مصر! بالطبع لم يتطرق الحديث إلى ظاهرة التبول اللاإرادى التى كانت تنتاب البعض ممن كان يمر بجانبه كمال الشاذلى فتتقلص المثانة وتنقبض الأمعاء ولكن ريسنا بالطبع ليس من هذه النوعية، فقد كان يقول للغول عينك حمرا فى وجهه ولم يسحب مرشحيه إطلاقاً من أمامه بسبب أنه رمز وطنى.
* علينا جميعاً أن نتكاتف لمنع وصول العشرين جنيه التى يرسلها أحمد شفيق إلى العامل المسئول عن سكينة الكهربا والذى هو جزء أصيل من الثورة المضادة.
* لو كل واحد منا يرعوى ولا تسألنى يعنى إيه يرعوى ده الريس اللى قالها وما دام قال يرعوى تبقى يرعوى!! وماتقولش يرتدع ولا الكلام الفارغ ده، قول يرعوى، المهم أن كل واحد مننا عشان ينهض بالبلد ويقفز بها لا بد أن يقفز قفزة باسم عودة على عربية الأنابيب! إنها قفزة الثقة التاريخية للوزير الوسيم المبتسم المعجزة.
هذا ما فهمته من الخطاب، لو حد فهم حاجة تانية مستعصية على عقلى المتواضع يبلغنى على العنوان التالى، حيلاقينى مع التسعين مليون فى نفس العنبر، مستشفى الأمراض العقلية، عنبر ضحايا خطابات الريس.

ليست هناك تعليقات: