الجمعة، 10 مايو 2013

مصطفى بيومي - لماذا قررت أن أكون إخوانيا؟!



الإنسان بطبيعته خطاء وليس معصوما، والإنسان الجيد هو الذي يتسلح بشجاعة القدرة على النقد الذاتي، ولا يجد حرجا في التراجع عن الخطأ عندما يكتشف الصواب.
لعقود طويلة كنت معارضا بلا هوادة للإخوان المسلمين، رافضا لمقولاتهم النظرية وسلوكهم العملي، ولم تكن هذه المعارضة إلا تعبيرا عن الرفض لكل حكم شمولي تسلطي، وكل نظرية تقوم ركائزها على إقصاء الآخر والزعم باحتكار اليقين والحقيقة المطلقة.
ما الذي تغير حتى يتبدل موقفى وأقرر أن أكون إخوانيا؟ البداية الحقيقية للانقلاب كانت مع بداية التبشير بمشروع النهضة، فقد انشرح قلبى له قبل أن أطالع فيه حرفا، وأحسست أن ما ينتظره العالم، شرقه وغربه، منذ آلاف السنين، قد اقترب.
الملايين من البشر يعيشون في نكد وتجهم، ولا يخفف من أزماتهم الطاحنة إلا الاجتهادات التي تزرع التفاؤل وتعانق المرح، وقد نجح الزعيم معمر القذافي في ملء الفراغ لأربعين عاما بكتابه الأخضر ونظريته الجماهيرية التي حطمت الرأسمالية والاشتراكية، وكشفت الكثير من الحقائق المذهلة التي كانت غائبة، ومن ذلك أن الأنثى تلد وتحيض، وأن الأسبوع سبعة أيام، وأن أسماء الشهور الإمبريالية الموروثة لابد أن تزول بتقويم جديد ثوري جماهيري لا يغلبه غلاب.
سقط القذافي قتيلا على أيدى حفنة من الجرذان الذين لم يتسع وقتهم للإجابة عن سؤاله التاريخي التراجيدى: من أنتم؟، ثم عوضنا الله بمشروع جديد، يتخذ موقفا محايدا من الألوان جميعا؛ مشروع النهضة.
لا يملك من يطالع المشروع، الذي استمر إعداده ثمانين عاما، إلا أن ينجذب إليه، فهو يتضمن الدواء الشافى الذي يعيد إنتاج التاريخ الإنساني، حتى يعم السلام والرخاء.
بعد مقدمة قصيرة، تظهر الأعمدة السبعة لتحقيق النهضة الشاملة:
1- اغسل يديك قبل الأكل وبعده.
2- احترم الكبير وترفق بالصغير.
3- الحياة تتجاوز الماء والكهرباء .. والطرق والقطارات .. والخبز والمستشفيات..
4- نم مبكرا واستيقظ مبكرا .. واحرص على العشاء الخفيف حتى لا تصيبك الكوابيس.
5- القهاوى والكافيهات والفضائيات مفسدة ومضيعة للوقت .. وبيتك أولى بك.
6- السجائر والشيشة تضيع مالك وتضعضع صحتك .. فاحترس منهما.
7- أحسن معاملة الجيران .. ولا تضع أكياس القمامة أمام أبوابهم.
عندما انتهيت من قراءة الوصايا الذهبية، وانتقلت للشرح التفصيلي المسهب، سيطر الشعور بالراحة النفسية، وانتعش القلب الذي أرهقته هموم الحياة قبل عصر النهضة، وغرقت في الضحك الذي انقطعت صلتي به منذ أعوام.
هكذا قررت أن أكون إخوانيا، وأنفذ حرفيا ما قاله مشروع النهضة، ولا بأس من الاعتذار عن كل عداء قديم في أيام الجاهلية. مرحبا بعصر المرح والقهقهات، ورحم الله القذافي.

ليست هناك تعليقات: