الجمعة، 4 يناير 2013

زياد العليمي يكتب: سيادة المرشد.. مكانك السجن











نشرت جريدة «الحرية والعدالة» رسالة «المرشد» تحت عنوان «رسالتى إلى الإخوان» التى دعا فيها أعضاء الجماعة إلى الاستعداد للتضحية والاستشهاد يوم 25 يناير المقبل فى سبيل «تحقيق المشروع الإسلامى»، مذكراً إياهم بهتاف المرشد الأول للجماعة «الجهاد سبيلنا».

وبغض النظر عن اعتبار المرشد أن يوم 25 يناير ذكرى الثورة، وهو ما يشى بجهل حقيقى بثورة المصريين التى خرجت لهدم نظام الاستبداد والخوف والظلم والقهر وإقامة نظام جديد عماده الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة والكرامة الإنسانية؛ ومادام النظام القديم قائماً ونظام الثورة لم يقم بعد، فالثورة مستمرة حتى إقامة دولتها. لا نحتفل بذكراها بل نستكملها، ولا أجد فيما قاله د. بديع أمراً غريباً على شخص كان جزءاً من النظام السابق، فالنظام لم يكن حكومة فقط، بل حكومة ومعارضة تعاونت معه فى بعض المراحل ووصفت بعض رموزه بالرموز الوطنية مثلما فعل د. محمد مرسى عندما كان مسؤول ملف الانتخابات بالجماعة، وليس مستغرباً أيضاً من شخص سارع بنفى أى علاقة له ولجماعته بالثورة، عندما أعلن فى بدايتها أن الادعاء بأى علاقة للجماعة بالثورة والتسبب فى «تعطيل الأعمال والمؤسسات وقطع الأرزاق» هو ادعاء باطل!

وبغض النظر أيضاً عن حديثه حول تواتر معلومات «لديهم» عن خطر يهدد البلاد، وهو ادعاء يطلقه عادة قيادات الجماعة دون ذكر أى من هذه المعلومات أو نوع الخطر، ولا يستهدفون منها سوى حشد شباب الجماعة ودفعهم للإحساس بأن هناك مؤامرة تحاك ضدهم، للحفاظ على السلطة ولو عن طريق الكذب والتضحية بحياة هؤلاء الشباب!

الأخطر فى الأمر، أن هذه الرسالة تتضمن دعوة صريحة لاستخدام العنف ضد المصريين، من أجل الحفاظ على مصالح الجماعة السرية التى يقودها المرشد وتحكم مصر الآن، فهو يدعو أعضاء الجماعة لقتال الشعب المصرى المطالب بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

وهذه الدعوة لا تعنى فقط أن هذا الرجل الذى خرج علينا يوماً ما يهلل «ما ذنب النباتات»! لا تعنيه دماء المصريين، التى قد تسفك نتيجة تحريضه على العنف! لا، لا يهمه أيضاً دماء أبناء جماعته، الذين يدفعهم لقتل المصريين ويعرضهم للقتل لتحقيق أهدافه والاحتفاظ بالسلطة بأى ثمن!

نسى المرشد أو تناسى، وهو يدعو أعضاء جماعته للجهاد بقتل المصريين، أن خير الجهاد هو جهاد النفس بالبعد عن المعاصى، لا بالتحريض على الكبائر وافتعال الفتنة التى هى أشد من القتل!

دعوتك للعنف والقتل ستجعلك تحل ضيفاً مرة أخرى على السجن، أنت وكل من شاركك وتسبب فى سفك دماء المصريين مهما علا شأنه الآن! لن تنتظر طويلاً، فالثورة ستنتصر وستواجه مصيرك المحتوم، وتكون فى مكانك الطبيعى!
 

ليست هناك تعليقات: