الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

مصر اللي أعرفها


   
نجلاء بدير (محرره بجريدة التحرير)ه
اسمحوا لى أن أقدم لكم صديقا جديدا ربما يفتح لى بابا على عالم جديد أكتب لكم منه فى ما بعد، أما اليوم فسأتركه يقدم لكم نفسه:
أنا اسمى إبرام فرج، عندى خمسة وعشرين سنة وشهرين إلا كام يوم، باشتغل دكتور تخدير وعناية، بس لسه يادوب فى أول النيابة. ليا حوالى أربع شهور، أنا ساكن ومولود فى أسيوط، صعيدى يعنى، وباشتغل برضه فى أسيوط، مش عارف إذا كانت شوية الحاجات دى كفاية ولا لأ، بس ده باختصار أنا، ودى الهرتلة اللى باكتبها:
مصر اللى أعرفها… هى شقا أمى عشانى أنا واخواتى، ووقفتها فى المطبخ تجهّز لنا عشوة حلوة، وتسخّن الخضار بتاع بكرة ع البوتاجاز التانى القديم
مصر اللى أعرفها.. هى دعوة بالستر من ست عدت الستين، لما تطلب منى أوقّف لها تاكسى عشان الخشونة مترسبة ف مفاصلها
مصر اللى أعرفها… هى شلّتنا اللى ألذ ما فيها خناقات عمر وبيتر على مين يركب من قدام جنب أدهم واحنا رايحين فرح بعربيته، لزوم المنظرة ع البنات
مصر اللى أعرفها… هى ماتش فريق الفصل ضد المدرسين فى الفسحة، ولما نعلّم عليهم، نفضل كاسرين عينهم لآخر التيرم
مصر اللى أعرفها… هى «عم صابر» صاحب محل الطعمية اللى على طول زعلان من بتاع الأنابيب عشان بيتأخر عليه
مصر اللى أعرفها… هى مصطفى أو «صاصا»، صبى القهوة اللى بيعزم نفسه على بيبسى لما الزمالك يكسب
مصر اللى أعرفها… هى ضحكة بنت صغيرة قاعدة قدامى فى السرفيس كل ما اطلّع لها لسانى
مصر اللى أعرفها…هى الشباب اللى زى القمر اللى غسلوا الشوارع يوم 12 فبراير
مصر اللى أعرفها… هى الدكاترة الشباب اللى بيشتغلوا 36 ساعة متواصل فى استقبال الطوارئ، ومابيشتكوش غير لبعض
مصر اللى أعرفها… هى عساكر الأمن المركزى اللى مالهمش لا فى الطور ولا فى الطحين، ومش عارفين ليه الناس كارهاهم
مصر اللى أعرفها… هى الراجل اللى سهران فى كشك السكة الحديد فى عز البرد ف حتة مقطوعة عشان ينظم حركة القطورات، اللى كتب عنه وحيد حامد فيلم «المنسى».
مصر اللى أعرفها… هى العيال السريحة فى الإشارات، اللى لما البرد بيشد عليهم، بيتدفوا ف حضن بعض
مصر اللى أعرفها… هى نجيب محفوظ، اللى سحر العالم برواياته… هى حسن شحاتة، اللى جابلنا كاس إفريقيا 3 مرات، عشان طيبة قلبه، هى إسماعيل ياسين، الطفل أبو بُق كبير، هى حليم، هى زويل، هى صلاح جاهين، هى عبد الوهاب، هى فاتن حمامة، وهى بطولات شباب ماتوا عشان رملتها ف سينا، وماحدش يعرف حتى أساميهم.
مصر اللى أعرفها… هى كل واحد مركز فى لقمة عيشه بذمة.
مصر اللى أعرفها… هى كل واحد مش فاهم إيه بيحصل حواليه.
مصر اللى أعرفها… هى كل واحد بيسأل: هى ليه البلد بتتسرق؟!
مصر اللى أعرفها… هى كل واحد عينيه بتدمع ع اللى بيحصل فى بلطيم وسوهاج ودمياط وأسوان وماسبيرو وسينا.
مصر اللى أعرفها… هى كل واحد قلبه بيوجعه من هرتلة الانتخابات، ولؤم العسكر، وطمع المتأسلمين، ومصالح الليبراليين، وغياب وتوهة المصريين الحقيقيين.
هى دى مصر اللى أعرفها… وهى دى مصر اللى باحبها

ليست هناك تعليقات: