الخميس، 24 فبراير 2011

كلنا وائل غنيم نرفض سياسة الإقصاء


مدحت قلادة




السياسة الإقصائية اتبعها النظام منذ يوليو عام 1952 فقمع كل التيارات السياسية وأرسى مبدأ (وان مان شو)، ومنذ ذلك الحين لا صوت يعلو فوق صوت الزعيم وشارك الأستاذ هيكل منظر يوليو فى نشر أيديولوجية (أهل الثقة وأهل الخبرة) فاستولى أهل الثقة على مصر، واتبع النظام سياسة إقصائية لكل أصحاب الفكر الوطنى الراقى ووضعت غالبيتهم فى السجون وعانت مصر من إخصاء سياسى للأحزاب والشخصيات العامة، وأدمغ حديث كل مسئول بجملة "حسب تعليمات السيد الرئيس".

غيرت ثورة 25 يناير الحياة السياسية المصرية أنجبت رجالاً من الشباب قادر على العطاء، ذا فكر سياسى وحس وطنى وانتماء حقيقى، ويعود الفضل أولاً وأخيراً للشباب وعلى رأسهم وائل غنيم منسق مجموعة كلنا خالد سعيد ومجموعة 25 يناير والجمعية الوطنية للتغيير ... لتبدأ مصر حياة سياسية جديدة وتنهى عقود كاملة عانت مصر فيها من سياسة الإقصاء والإخصاء معاً.


فخرجت جماعات الإسلام السياسى لميدان التحرير فى اليوم الثالث بعد أن أُنهكت قوات الشرطة تاركة الميدان بغير أسف عليها، وظهرت كل التيارات السياسية وجماعات الإسلام السياسى ومجموعة أقباط من أجل مصر وذاب الجميع فى بوتقة وطنية جميلة ليبدأ الجميع يدا واحدة لأجل مصر.


أخرجت ثورة شباب مصر العديد من المفكرين وأصحاب الرأى السديد وأنهت سياسة الإقصاء التى اتبعها النظام، أهمها خروج كل الرموز والتيارات السياسية للحياة العامة، فاستضافت قنوات التليفزيون القومية الجميع بمن فيهم من كانوا لا يحلمون سابقاً بالسير فى شارع ماسبيرو تمكنوا من الدخول ليس بشخصهم بل بسياراتهم، واستضافت العديد من كل الأطياف والتيارات السياسية وظهروا فى برامج على الهواء مباشرة منهم على سبيل المثال وليس الحصر الدكتور يحيى الجميل والدكتور عصام عبد الله إسكندر والأستاذ نبيل شرف الدين والأستاذ إبراهيم عيسى ود. حسام عيسى ود. جودة عبد الخالق والأستاذ جمال فهمى والكتاتنى ومحمد البلتاجى وصفوت حجازى.. إلخ لتنتهى حقبة سوداء من تاريخ مصر امتدت لستة عقود كانت سياسة الإقصاء سمة مميزة من سمات الحياة السياسية على أرض المحروسة.


كل هذه المشاهد تؤكد لنا أن النظام تغير وتعلم الدرس فسياسة الإقصاء انتهت بلا رجعة ولكن ما زالت جماعة الإسلام السياسى لم تتعلم الدرس وتتبع نفس الأساليب البالية فى إقصاء الآخر، فليس من المنطقى إقامة عرس بدون عريس ومن العجيب إقصاء العريس مفجر الثورة يوم الاحتفال بثورتهم، ولكنها الحقيقة هكذا فعل الأخوان وفضيلة الشيخ القرضاوى لم يسمح لوائل غنيم بالصعود على المسرح ويلقى كلمة للشباب مفجر الثورة فى يوم عرس مصر أنها مأساة بكل المقاييس تعكس فكر أصحاب الإسلام السياسى وهى سياسة الإقصاء، لذا كلنا وائل غنيم نقف يداً واحداً ضد الإقصاء بحجة أن فضيلة الشيخ لا يعرفه فى إجابة غير مقنعة وعذر أقبح من ذنب ..


وائل غنيم الذى أصبح رمزاً قومياً من رموز الوطنية المصرية وائل غنيم هذا الشاب الذى بكى كالطفل عندما عرف عدد قتلى الثورة صاحب المشاعر والأحاسيس الإنسانية الراقية الذى قضى 12 يوماً معصوب العينين الذى تحدثت عنه كل وسائل الإعلام العالمية...


للأسف لقد تغير النظام وتغير تفكير القائمين على حكم مصر وانتهت سياسة الإقصاء ولن تتغير الحركات الإسلامية، فإن كان حدث هذا مع رمز لثورة شباب مصر (وائل غنيم) فكيف يفعلون بباقى المصريين!!

أخيراً كلنا وائل غنيم نرفض سياسة الإقصاء التى اتبعتها جماعة الإخوان المسلمين... كلنا وائل غنيم نرفض الديكتاتورية الدينية... كلنا وائل غنيم نؤيد الدولة المدنية..
للأسف تغير النظام وتعلم الدرس وانتهت سياسة الإقصاء والإخصاء .. ترى هل ستتعلم جماعات الإسلام السياسى هذا الدرس؟!!
"إذا كان كل البشر يمتلكون رأيا واحدأٌ وكان هناك شخص واحد يملك رايأ مخالفا فإن إسكات هذا الشخص الوحيد لا يختلف عن قيام هذا الشخص الوحيد بإسكات كل بنى البشر إذا توفرت له القوة"، الفيلسوف جون ستيورات ميل.

ليست هناك تعليقات: