الأربعاء، 16 فبراير 2011

هدى رشوان تكتب: عايزة حقى من «السلفيين» أشعر وكأن هناك ثأراً بينى وبينهم، ولن يخمد حتى آخذ حقى منهم وأشفى غليلى

لم أصنف يوماً باعتبارى مع جماعة سلفية أو إخوانية بل لم أحتك بأى من هذه الجماعات من قريب أو بعيد، إلا حينما وقع حظى فى تغطية الانتخابات البرلمانية السابقة فى دائرة مصر الجديدة والنزهة، التى شهدت وجود مرشح إخوانى.. بصراحة لم يواجهنى عائق فى تغطية الانتخابات بحكم أننى لا أرتدى الحجاب، يومها اعترف نائب الإخوان السابق مجدى عاشور بحرفية وموضوعية التغطية التى نشرتها «المصرى اليوم».
كنت ومازلت أحترم الآخر، أياً كانت أفكاره، أحترمه بقدر احترامه لى، لكننى - أمس الأول - واجهت ما لم أستطع تحمله، فبعد أن أنهيت عملى بالجريدة توجهت إلى منزلى فى مدينة الرماية وسلكت طريق شارع الهرم، وكالعادة كان مزدحماً للغاية لأقطع الطريق فى أكثر من ساعة ونصف، ومع اقترابى من منطقة «الطالبية» بالقرب من مسجد «السلام» المعروف أنه مقر لعدد من الجماعات الإسلامية والسلفية، فوجئت بمظاهرة تعترض طريقى، يتزعمها مطلقو اللحى، لتعود لافتات «الإسلام هو الحل» و«نريدها دولة إسلامية» بعد أن اختفت بفعل ثورة 25 يناير، وشعارها «الشعب يريد إسقاط النظام»، وتولى عدد من المشاركين فى المظاهرة توزيع مطبوعات على المارة وقادة السيارات، حصلت بهدوء على نصيبى منها، وأكملت طريقى، فإذا بآخرين يقطعون طريقى ويعرضون علىّ الأوراق نفسها، حاولت أن أقنعهم بأننى حصلت على نصيبى، فإذا بشاب حفر ملامحه فى ذاكرتى يستوقفنى مصراً على إعطائى مطبوعاته، وعندما رفضت، انتفضت عروقه كلها بنظرة حملت كُره الدنيا كلها ثم.. بصق على وجهى.. نعم بصق على وجهى، هكذا بكل بساطة، لعله نظر فى الأوراق التى وزعها، والتى تصدرتها آيات وعبارات تؤكد «سماحة الإسلام» الذى ينسب نفسه إليه، ويتحدث باسمه.. لم أفهم مشاعرى وقتها، فهى المرة الأولى التى أتعرض فيها لهذا الموقف، بل فى حياتى لم أشعر بالإهانة والمرارة والغيظ مثل هذه المرة.. لم أشعر بنفسى ولم أعرف كيف أتصرف: هل أغادر سيارتى وسط هذا الجمع من الإخوانيين وأتشاجر معه؟ هل أذهب لأقرب قسم شرطة وأتقدم ببلاغ ضده؟ هل أذهب لأول «مدرعة عسكرية» يقف عليها ضابط فى القوات المسلحة وأشكو إليه؟ لم أفعل شيئاً، انهمرت فى البكاء بهستيريا شديدة، واتصلت بزملائى فى «المصرى اليوم»، هدأونى وأكدوا لى أن هؤلاء ليسوا من الإخوان وإنما جماعات متفرقة من السلفيين، ونصحونى بالفرار فورا من بين أيديهم إلى المنزل.

وبعد أن خرجت من نوبة التوتر والبكاء إلى الهدوء، سألت نفسى: لماذا يحدث هذا فى أعقاب ثورة لم تفرق بين محجبة وغير محجبة، بين مسلم وقبطى؟

هل مجرد رفضى ورقة يدفعه للتعامل معى بكل هذا القدر من الحقد والغل والعنف؟

وكيف يتعامل هكذا وهو يقدم نفسه باعتباره الأفضل لتولى الحكم؟

وكيف يدعو هؤلاء لتنظيم أمور مصر بعد «الثورة» التى أخرجت الشعب من «الظلمات إلى النور»، وهم غير قادرين على ضبط النفس فى إشارة مرور؟

وماذا يفعلون فى غير المحجبات إذا تولوا حكم مصر؟ هل يفرضون عليهن الحجاب أم يحرقونهن فى ميدان عام؟ كيف لهؤلاء أن يحلوا مشاكل المواطنين ويحافظوا على كرامة المصريين فى الداخل والخارج وهم ينتهكون الكرامة؟

أقولها الآن: عايزة حقى من هؤلاء «السلفيين».. أشعر وكأن هناك ثأراً بينى وبينهم، ولن يخمد حتى آخذ حقى منهم وأشفى غليلى، أريد اعتذاراً من المسؤول عنهم، وحتى يحدث هذا لن أقول سوى «حسبى الله ونعم الوكيل».. وسيكون دعائى: «اللهم أنقذنا.. أنقذ مصر من هذا التيار.. آمين».

هناك تعليق واحد:

احمد الالبانى يقول...

انتى تستحقين اكثر من ذللك
ان يلقونك فى مصارف من مصارف الزرائب