الاثنين، 14 فبراير 2011

مصر فخورة بأبنائها

كل مصري في مصر المحروسة فخور بالأبطال أبنائه, بعد ماعملوها المفاعيص دول, كان من قبل معظم الأباء ينظرون لأبنائهم ويتحسرون على أيامهم السودة وعلى أيامهم المقبلة والتي يتوقع لها أشد سوادا, وكان عزائهم أنهم يعيشون أخر الأيام ونهاية العالم, حيث تخبرنا النبؤات بالجوع والكوارث والأيام الصعبة, ولكن لم تخبرنا النبؤات عن السرقات والأختلاسات والفساد والمفسدين, بل القـلة من أعالى القوم هم من كانوا يعلمون ويرون الفساد, مثل موظف بنك, صحفي, أو حتى موظف بشركة أو مصلحة يرى رئيس المصلحة ونائب الرئيس ومعاونوه يقبضون الألاف المؤلفة وربما تصل للملايين بينما هو يقبض ماهو باللائحة ودائما اللائحة ظالمة وأقل من الأحتياج في حين أن هؤلاء الذين يقبضون الألاف لا يفقهون نصف ما بخبرة الأخرين, هذا هو الظلم بعينه.ه
عملوها عيال النت, معظمهم كان يوبخ من أهله والله ماأنت نافع جاتكم نيلة عليكم وعلى أيامكم السودة, قوم شوفلك شغلانة بدل النيلة الكمبيوتر اللي هيوديك في داهية, هو أحنا هنصرف عليكم لحد أمتى, ده أنت شحط ماشاءلله ولسه بتطلب مصروف أجيب لك منين, جاتك نيلة عاوز تتجوز؟ مش لما تشتغل الأول, والأخر الذي يعمل يقولوا له مش لما تلاقي شقة تلمك, حرام عليك أنت ماعندكش دم؟
وفي المقابل كان  معظم هؤلاء الشباب عنده دم بس محروق, والبعض القليل والحمدلله ولع الدم في نافوخه فذهب يربط الحبل حول عنقه ويرمي نفسه من فوق كوبري قصر النيل, ليصبح خبر مهمل في زاوية من الجريدة في قفحة الحوادث, ومنهم من أراد بموته أن يحدث أكثر أثارة وأنتباه للشعب والحكام على السواء فذهب ليحرق نفسه أمام مجلس الشعب, وكان رد فعل النظام أنهم مجانين, والكل يطبل للنظام, فذهب المفتي بفتواه لتخويف من يحرق نفسه من نار جهنم, مع أنه حرق نفسه هربا من جنة النظام, ولمن النظام يستخدم الجميع وهو الخائف أصلا في تخويف الجميع من بعضهم ومن الأخرة أيضا إن فعل ولم يفعل,
هؤلاء الشباب عانى أكثر منا نحن, الجيل الذي قبله, ويخطئ من يظن أن من يفهم بالكمبيوتر قلة من هذا الجيل, بل أنهم في أزدياد بعد أن يسمع من أقرانه عن الكمبيوتر وأستخداماته, وأظن أن دائرة استخدام الكمبيوتر ستزداد بأطراد في المستقبل بما أحدثته الثورة, لن أنسى في حياتي يوم تعطل عندي الكمبيوتر وكان لدي رسالة لابد من أرسالها فذهبت لأستخدام قهوة النت, فهالني عربية كارو يقودها شاب يلبس الجنس يركن العربة ويضع البرسيم للحصان ويدخل قهوة النت ليستأجر ساعة في أستخدام الكمبيوتر, الكمبيوتر الأن متاح للجميع,. والجميع خاصة الصغار يعرف أسراره, هل تظنوا ياأخواني ان هذا الجيل سوف يٌحكم مرة أخرى بنفس أسلوب جيل أبائهم؟ أنهم يستقبلون الأخبار من قبل أن تنشر, يعرفون الحدث في وقت حدوثه, يعيشون اللحظة بلحظتها, أما خبر الأمس فهو خبر بايت, ولذلك رأينا بأعيننا سرعة احداث الثورة والتي لم يوفق النظام في التنبؤ بأحداثها إلا بعد أن تحدث وكان رده بالبطء ماجعل هؤلاء الصغار يستهزؤن بالرئيس ونظامه, بأنه لايفهم لغتهم فكتبوها له بالهيلوغريفي أو بالمقلوب وقالوا ربما يفهم.
أخواني من جيلي القديم, أبشركم اليوم شمسه سطعت, الأمس يغرب وشمسه إلى المنتهى, وعلينا أن نسلم القيادة لهؤلاء العفاريت الصغار, لن نخاف أو نخشى المستقبل بعدما رأينا تخطيطهم وتنظيمهم وأفكارهم, وأصرارهم, كل أب بينظر لأبنائه بفخر وبعز الأن ويندم على كل كلمة قالها في حق أبنه, تعالوا ياأبنائي في حضني أبارككم وأقبلكم وأعتذر لكم, لتعلموا كم أنا فخور بكم ولكي تسامحوني وتسامحوا كل أب على كل كلمة قالها لكم ربما أغضبتكم, ولكنها كانت من حيرتنا, ومن قلة حيلتنا فيما نرى ولا ندري ماذا نفعل ولكننا كنا مخطئين لأننا غضبنا وأستسلمنا ولم نفعل أكثر ولكنكم أنتم من عرفوا كيف يخططون  وماذا يفعلون وفعلتم كما خططتم, وأفتخر أكثر بأنكم رفضتم أن تنقادوا خلف أحد, ورفضتم الجميع الذي هب ليغتنم الفرصةويصبح القائد, هؤلاء الكبار لا يعرفون ولايفهمون ماتعرفون وما تفهمون, لايعرفون أن عهد الزعامة وقيادة الفرد أنتهى من قاموسكم الحديث, وأنكم أخترتم الديمقراطية بمفاهيمها الصحيحة وليس بعنوانها فقط كما كان يفعل حسني مبارك ومن قبله السادات وهم في الحقيقة من أكبر الديكتاتورات في العالم,  كنت أصفق عند سماعي لأكثر من شاب كان من فريق المخططين لهذه الثورة عندما يقول لست بمفردي ولاينبغي أن تلقبني بالبطل, الأبطال الحقيقين هم من أستشهدوا في هذه الثورة ومن أصيبوا, قلت في نفسي لو أختاروا واحد من هؤلاء وطلبوا منه أن يكون هو رئيس البلاد وأنهم سيساندونه ويساعدوه ويأتمروا بأمره هل سيغير رأيه ويغتر بالمركز ليصبح هو الديكتاتور البديل؟؟ ولم أكدب خبر وتطوعت من نفسي بدون سؤالي من أحد أن أرسل له ماسج أقول له حمدلله بالسلامة يابطل (بعد الأفراج عنه) فرد علي لاتقولي يابطل فهناك الجميع أبطال ومن يستحق البطولة هم من أستشهدوا بالفعل, فرديت عليه وبماذا أخاطب الرئيس المقبل؟ لأني والجيع نرشحك للرئاسة؟ فقال لي أنا اللي المفروض أرشح نفسي والشعب هو من ينتخب, ولا أظن أنك ستنتخبني لأني لن أرشح نفسي, فقلت له ولماذا لاترشح نفسك؟؟ قال لأنه ليس له خبرة بالسياسة وعليك أن تبحث من بين المرشحين على من هو جدير بهذا المنصب, وعلى العموم علينا أن نفكر الأن في الخطوة التي تسبق هذا, علينا أن نضع الأساسات المتينة التي يقف عليها بنيان الديمقراطية, أعني الدستور, وعلينا أن نلغي الدستور القديم, وننشئ دستور ليبرالي وليس دستور رئاسي, فالدستور الحالي وضع ليخدم الرئيس, ولكننا نريد دستور يخدم الشعب ويضمن للشعب ألا يفرض عليه رئيس بالأنتخاب أكثر من دورة واحدة ويكمن بعدها للرئيس ترشيح نفسه لدوره واحدة فقط جديدة, ولايستطيع ترشيح نفسه بعدها, أيضا نريد دستور يتوافق مع قوانين الدولة المدنية ولا يتعارض معها, دستور يتوافق مع حقوق الأنسان العالمية, دستور لايميز بين المصريين حسب دينهم أو لونهم أو أصلهم وجنسهم, دستور يضمن للجميع أن يكافئ حسب موهبته وعمله وخبرته وتعليمه وليس حسب قرابته لمسئول أو حسب غناه, دستور يضمن كرامة المواطن مهما كان مركزه المالي أو الأجتماعي في المعاملة في المصالح الحكومية وخاصة أقسام الشرطة والسجون والمعتقلات, دستور يضمن ألا يحق لأي رئيس مقبل أن يفرض أحكام عرفية أو أحكام طوارئ, هذا هو مانريده الأن تغيير الدستور وتغيير نظام الدولة ونظام العمل والترقي والتعليم, ووعدني برسالة أخرى كيف هم يفكرون كشباب وليس هو وحده من توصل لهذه الأرادة, وإلى لقاء أخر أشرح لكم ماقاله في أفكارهم لتغيير هذه النظم  

ليست هناك تعليقات: